بقلم طالبة الماستر فاطمة قبيسي
نادته الصخرة
فبنى قصرا من الرمال المتعجرفة
لم يسمع
نداء الطحين
و لم تشفع
له أصوات الحنين
قاربت الساعة إلى النهاية
و البيت العتيق في جراره تعالى
سامرته الخبايا
و لم يسامره دمع الطريق
نادته مرة ثانية
هز عصاه الخشبية
و قطع الطريق
و لم يلهث خلف الهوية
أصابه جنون الريح
و خاف من قلم الرواية
و من العمر الشحيح
عزفت له قصص الحب
معزوفة البندقية
و فراق الاحبة من عبق الخريف
دار وجهه و غفى كالغريق
ولد من نسله عراة
لبسوا من اموال الغزاة
ثوب الخذلان و الكتمان
و تكلموا بلسان من ملح
نادتهم..
فغيروا خرائط الطرق
نزفوا من السهل الالم
و باتوا في اوكار الافعى
و أخذوا الجلد منها
و تبدلوا تبديلا
لغتهم تبرأت منهم
و سجنتهم في سجون من غيم
كلما فرجت السماء عن حزنها
أسقطت الرعد و الظلام و العتم
لكنهم لم يخافوا
و لم يستسلموا
صنعوا اسوارا من حديد
لكن الشمس أكلت السور
و رمت شعاعها على بصيص الجور
و هزت الياسمين شامها
و استيقظت فلسطين من سباتها
و تلألأ الزيتون الأخضر في عين قانا
و كنا هناك في الطريق امواتا
و العرب في المجون أقاموا ترسانة
حبذا لو الضمير العربي يفيق من لدغ الغرائز و المال
حبذا لو كل العرب رشق اسرائيل بالحجارة
لكنا الأن نسلك طريق القدس
مسافة صلاة من الفجر الى العشاء مع الخيالة
و نصطاد السمك بصنارة عربية
لا تركمانية و لا امريكية
لكنا الأن حمينا الشام من جنود الشيطان
و غردنا مع الكنار في الجنان