بقلم محمد دهيني
…لماذا تـُفرقنا يا الله… !
فقد خلقت الفالنتين وأنا لا أملك ثمن هدية أقدمها لتلك السمراء التي تهددني صبح مساء بأبيها الغني…
كم أنا غريب في هذا المقهى الذي لا يقدم الا فنجان قهوة لا تشبه كحلة عينيك وشهوتها .
اقرأ حبات المطر التي تسقط على النافذة. على انها رسائل كتبتِها منذ دمعتين ووردة…وأقول :
لا بأس بأن أكون وحيدا ً.
تجمعنا الجامعة ويفرقنا الحب.
تدرين !
وأنا كل يوم أمشي من مطلع الحزن حتى مطلع الدمع أفكر ، في فستانك الذي يجعلني أحبك من الوريد الى الوريد واكرهك من الوريد الى الوريد…
تمنيت ان اكون صاحب الدكان الذي في حيكم ; والتقيك عند كل زجاجة كالونيا تشترينها ببسمة وبضعة دولارات.
لكن لا حظ يجمعنا، فأنا أملك هوية ختم عليها من الخلف / المذهب : شيعي .
وانت تملكين مثلها بختم مختلف / المذهب : سني ..
وما حيلتي أمام هذا المجتمع الذي يحمل أول حرف من مذهبك على أنها سكين يقص بها كل من اتصل بنبضين.
لمن أشكو . !
لا أحد غيرك مستعد لسماع قصصي البالية .
انا اختنق يا حبيبتي من غضب الاسئلة.
كيف سأخبر أمي اني أحبك !…
وانت كيف ستخبرين أباك !!
لا تهتمي كثيرا ً لهذا .
هاتي يدك لأنقلك. من اول الطريق الى اخر العمر .
حيث لا أسئلة ولا نظرات تجرح اثوابنا.
ثم ماذا
وانت ابنة العادات وليس بوسعلك ألا تخبري اباك الذي سرقك مني حين كنا نداعب النسمة على الكورنيش بطائرة ورقية سويتُها من الرسائل التي كنت تكتبينها لي بملح دمعك ساعة يحملك الشوق الى التعبير .وانت لا تجيدين ممارسة الحرف. فيدفعك فشلك في آخر السطر الى ترك كلمة يتيمة وضمير يعود لي :
(احبك ).
كنا نخاف من ان يفرقنا شيء، وقد فرقنا اللاشيء.
كم هو متعب . الحب في هذا الوطن .
بسببي نقلك والدك لتسكني معه في مسكنكم الجديد في جبل لبنان.
وانا الجنوبي الذي لا يملك غير شتلتي تبغ ومنجل.
كيف لي. ان ازورك ! …
ومحفظتي مثقوبة منذ شارل دباس واكثر…
قلت : ليس أمامي سوى أن أوقف جامعتي هذا العام و أحدّ من مصروفي واجمع بعض المال .
بمحفظة غير محفظتي ، ربما في دفتر الذكريات .
فهو الوحيد الذي يفضض بكارته حشرية رجل او امرأة…
وبعد صبر ودمع تأمن المبلغ الذي يسمح لي بأن أرتدي قميصا جديدا يحمل شعار ال lacoste.
عساه يُسكت عين أبيك إن رآني .
حملتُ حلميَ على أنه رغيف وصرت أفتّته على دربك كي لا أضل طريق العودة…
في طريقي اليك ألتفت الى اللافتات .وصعقني ما وُشم على جسدها
( انتبه / الطيور آكلات الاحلام ) .
توضأت بدمعي ومشيت .
صادفت عجوزاً ، فسألتها :
يا جدتي أين بيت اسراء.!
أجابت : أتسأل عن ابنة الثري ، تلك التي تحب شيعيا. ؟
نعم يا جدتي هي .
– وماذا تريد منها ?
– لها في ذمتي وعد و أمانة.
– بيتها هناك .
شكرا شكرا .
كانت هذه ( الشكرا) ، اصعب كلمة أقولها في حياتي .
وصلت الى باب الدار .
ولست أدري من طرقه اولاً ; القلب ام يدي .
قال الوالد : ادخل يا ولد .دخلت وانا يعتريني شعور ان اغير ملامح وجهه بكدمة على ام عينيه.
ولكنه ابوها .
نادى البنت وترأسَ الجلسة .
قال : هيت َلك .
ما عندك ! .
فأجبته : ببساطة أنا لي حق هنا واريد ان استرده.
فاشتعل غضبا وصرخ بي ماذا !!!.
قلت : ابنتك لي .
– كيف ؟؟.
القبلة يا عمي سندٌ في الملكية واسأل يدها كم قبلة لي فيها.
قال : اتريد ابنتي وانت فقير ، ما المهر الذي ستكتبه لها .! .
انا لا املك غير وردتين اثتين: صوتها ويدي..
ولديّ قلبٌ جنوبي وشتلة تبغ وزيتونة تنام على كتف الجبل .
قال : ولكنك شيعي… !!!
فحزنت وبيني وبين نفسي صار يموت حلمي.
وسرعان ما انقذت الموقف اسراء
وأجابته : نحن مسلمون يا أبي…وانا احبه.
واستيقظتْ بعد عامين على بكاء طفل في المستشفى يشبهني ويشبهها .
محمد