السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / عدنا إلى جاهلية الجاهلية!

عدنا إلى جاهلية الجاهلية!

بقلم مريم علي الدين

قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي :  «أيها الملك كنّا أهل الجاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل الغني منّا الضعيف..»

هذا الكلام من آلاف الأعوام، ولا زال يرافقنا هذا الواقع حتى الآن …

في زمن محمد (ص) كان الكفار يختبؤون وينتظرون أن يفارق الحياة ليهجموا على الدنيا كذئاب وضباع جائعة تتلهف القتل والفحشاء و المنكر …
وبعد موت رسول الله، شبّوا على أعناقنا يقتلونا بسلاح للأسف كان أقوى منّا…
فمحمد (ص) قاتل و جاهد حتى ضحّى بنفسه لئلا تتفرق هذه الأمة جراء براثن أعداء الله و رسله لأنه (ص) كان يعلم أن نقطة ضعف هذه الأمّة يكمن في تفرقها…

ولا مهرب من هذه الحقيقة، فها نحن تفرقنا
وصارت جليد قلوبنا لا لأعدائنا إنّما لنأكل بعضنا و نقاتل أنفسنا بالسيوف بينما ينظر العدو متكتّف اليدين بالشفقة و الشتامة…

لقد مزّقتنا الطوائف و نهشت من لحومنا المذاهب و الأحزاب .
أنت لست من ديني أنت عدوّي ….أنت لست من طائفتي أنت عدوّي …. أنت لست مع حزبي أنت عدوَي .
على الرغم من أنّ كل الديانات تتفق على الإنسانيّة وجميعها لها إله واحد يأمر ويوصّي البشريّة بالإنسانية…
جميع الكتب السماوية تدعو لمكارم الأخلاق والوحدة الأخوية، بيد أن جميعنا من رحم حواء …فهل يقتل الأخ أخاه؟! فالصحف والزبور و التوراة و الإنجيل و القرآن الكريم و … أنزلت على الأنبياء المرسلين لنوّحد ربّا واحدا خلق الكون و العالم أجمعين..

مريم علي الدين