السبت , فبراير 22 2025

أنت كابوس…!

بقلم رولا يزيك

كان يتعمد قتلي مرة بعد مرة،
كان يبث الرعب في كياني، كبيت مسكون، كشارع مظلم مهجور، يتبعني، يلاحقني، فأختبء منه خلف جدار قديم ، ابتلع انفاسي ، اشيع حواسي ، و انتظر حتى تهدأ ثورته قليلا و امضي،…
امضي و يبقى القلب متسولا شريدا . . .
الى ان لمحت طيف كوخ صغير ، ازرق ككبد السماء ، سقفه من زهر التوليب و عبق الورد الجوري؛
هرعت اليه ، تمنيت لو احتضنني مئة عام وليلة ، مئة عام تنسيني قذارة المستوطنين في ذاكرتي ، وليلة تحملني الى السماء السابعة، الى فردوس مخلد ، الى الأبدية الرائعة . . اختبأت هناك زاوية من زواياه البائسة ، بجانب لوحة مرمية على الأرض ، كانت حزينة مهمشة ، تشبهني كثيرا ، الوانها كابتسامتي ، باهتة بالية يجتاحها غبار الزمن، ينتهك قدسيتها ، يغتصب حلاوة روحها . .
لعلها حزينة لفقد سيدها ، لعله كان ظالما فترك هذا الجمال وحيدا، أو ربما لا ، لعل الحرب أجبرته على فراق أشيائه الثمينة ، لعل الكون حرمه لذة تأملها ، لعل انامله المبدعة تمتزج اليوم مع قسوة التراب ، مع وحشة القبر . .
-لاتحزني يا عزيزتي ، أنت أكثر الأشياء جمالا . .
و في تلك اللحظات ، داهمني النعاس ، دقائق معدودة إذ بي أسمع وقع خطواته يقتحم حدسي ، عاد مجددا ببشاعة تفاصيله . .
-لا لن اخاف مجددا . . أنا في مكان آمن الآن…
انت كابوس سيئ ، لكن هذة الآلهة بجانبي ، علمتني كيف ابقى جميلة ، متحدية سيئات هذا العالم المخيف . .?