بقلم رولا يزيك
كان يتعمد قتلي مرة بعد مرة،
كان يبث الرعب في كياني، كبيت مسكون، كشارع مظلم مهجور، يتبعني، يلاحقني، فأختبء منه خلف جدار قديم ، ابتلع انفاسي ، اشيع حواسي ، و انتظر حتى تهدأ ثورته قليلا و امضي،…
امضي و يبقى القلب متسولا شريدا . . .
الى ان لمحت طيف كوخ صغير ، ازرق ككبد السماء ، سقفه من زهر التوليب و عبق الورد الجوري؛
هرعت اليه ، تمنيت لو احتضنني مئة عام وليلة ، مئة عام تنسيني قذارة المستوطنين في ذاكرتي ، وليلة تحملني الى السماء السابعة، الى فردوس مخلد ، الى الأبدية الرائعة . . اختبأت هناك زاوية من زواياه البائسة ، بجانب لوحة مرمية على الأرض ، كانت حزينة مهمشة ، تشبهني كثيرا ، الوانها كابتسامتي ، باهتة بالية يجتاحها غبار الزمن، ينتهك قدسيتها ، يغتصب حلاوة روحها . .
لعلها حزينة لفقد سيدها ، لعله كان ظالما فترك هذا الجمال وحيدا، أو ربما لا ، لعل الحرب أجبرته على فراق أشيائه الثمينة ، لعل الكون حرمه لذة تأملها ، لعل انامله المبدعة تمتزج اليوم مع قسوة التراب ، مع وحشة القبر . .
-لاتحزني يا عزيزتي ، أنت أكثر الأشياء جمالا . .
و في تلك اللحظات ، داهمني النعاس ، دقائق معدودة إذ بي أسمع وقع خطواته يقتحم حدسي ، عاد مجددا ببشاعة تفاصيله . .
-لا لن اخاف مجددا . . أنا في مكان آمن الآن…
انت كابوس سيئ ، لكن هذة الآلهة بجانبي ، علمتني كيف ابقى جميلة ، متحدية سيئات هذا العالم المخيف . .?