السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / د.وداد شاعرة أيوبية تعتز بأجدادها محرري القدس وفلسطين

د.وداد شاعرة أيوبية تعتز بأجدادها محرري القدس وفلسطين

د.وداد شاعرة أيوبية تعتز بأجدادها محرري القدس وفلسطين

حاورها د. أنور الموسى رئيس تحرير مجلة إشكاليات فكرية

شاعرة أيوبية تعتز بأجدادها محرري القدس وفلسطين

د. وداد الأيوبي: ورثت الأدب والقيم…والنثر الأدبي فن عريق

الأديبة الأيوبية د. وداد الأيوبي، حفيدة محرري القدس، لا تزال تذكر حتى الآن، حكايا والدها وجدها وأمها عن بطولات صلاح الدين الأيوبي، ومعاركه الحماسية لتحرير بيت المقدس… تلك القصص التي أثرت في إبداعها وقلمها…

ولا تزال تذكر أيضا أخاها الأديب الذي شاهدها وهي طفلة، تقرأ شعر نزار، فبدأ يشجعها ويناقشها في القصائد التي يقدمها لها لتقرأها…

وتذكر د. وداد أمها التي كانت تولد من كل حدث أو مشهد حكاية…

الدكتورة وداد الأكاديمية المحاضرة في الجامعات، كرمها سعيد عقل بجائزة… وكرمها بعض زملائها بأشعار وكلمات.. ومع ذلك، تجدها قلقة تتنفس الطبيعة وتعشقها عشقها للقدس وفلسطين ولبنان وقريتها وكنيسة قريتها الملاصقة لمنزل عائلتها…

تتحيز د. وداد للنثر الأدبي، وتصفه بالعريق وله مكانته… تقول: «ليس من الضروري أن نلصق به صفة الشعر…»، وتقول: «لكل أديب نكهته… شريطة أن يكون أصيلا..»، وتردد: «الحديث ابن القديم، ولا شجرة تنمو بلا جذور…»

…فمن هي هذه الأديبة التي ورثت الأدب والشعر عن أجدادها الأيوبين؟ ولم لا يزال الشعر مغروسا في هذه الأسرة…؟ وما موقفها من النثر الأدبي والشعر العمودي.. ؟ وبمن تأثرت؟ وما دور أسرتها في بلورة إبداعها؟ وماذا تعني لها القدس وفلسطين.. التي حررها أجدادها الأيوبيون؟ وما موقفها من الطبيعة ولبنان وقريتها والنقد والتكريم؟ وكيف كرمها الأديب الراحل سعيد عقل؟

أسئلة جمة، فاحت من فؤاد د. وداد…عطرا وعشقا وحنينا وشوقا… من خلال هذا الحوار…

س. من هي د. وداد إسماعيل الأيوبي؟

أنا من مواليد النصف الثاني من القرن العشرين، من قرية النخلة اللبنانية، قضاء الكورة…

س. بوصفك أيوبية..ماذا تعني لك القدس وفلسطين؟

القدس زهرة المحبة والوداد في كل نفس، هي القدس، لا تحتاج إلى تعريف، قدسها أجدادنا، وكانت قبلتهم، فبذلوا النفيس والنفوس لتحريرها من الطامعين…

وفلسطين في أذهاننا أم الفقير وبلاد كل من بحث عن ملاذ…

كثيرة هي القصص التي تحكي عن رجال هربوا من ظلم المستعمرين في بلادنا واحتواهم إخوانهم في فلسطين، وكانت بيوتهم مأوى لهم… وكان والدي يملأ أذهاننا بحبها، فكنا نحسبها وطننا، ومن سلب حقها سلبنا…وكانت قصصه رحمه الله، وحكاياته تدور في رحابها ممتزجة ببطولات جدنا صلاح الدين…

 

س. ما أثر الجو الأسري الأدبي في موهبتك؟

أذهاننا تنمو وتتفتح على صور وأهازيج تتنفس جمالا وعبرا.

إخوتي الأكبر مني، كلهم من محبي الأدب، مبدعون في الشعر، محلقون في الخيال، معطاؤون في كل مجال… أعني العميد الركن محمد ياسر رحمه الله، والمرحوم عصمت، والعميد ياسر الأيوبي أطال الله عمره.

س.ما أثر المكان والمنزل والوراثة… في إبداعك؟ ولا سيما أن الأيوبيين منذ العهد الأيوبي شعراء…

ترعرعت في بيت بسيط سقفه مشع، وجوه دافئ يورث النفس ثقة ويبلور ما فيها من اتجاهات.

وأؤكد أن العامل الأدبي الملامس للموهبة هو عامل وراثي بالدرجة الأولى…واكتساب ثقافي وعناية بالذات من خلال التربية، خصوصا الحرية والتفاعل مع الطبيعة.

*س.من أثر فيك في مجال الأدب..؟

سؤال متشعب الجوانب، متسع الأرجاء.

س.ما دور أبيك أولا…؟

أبي أولا، كان شاعرا بالفطرة، وكان متعلما وذكيا مع طيبة لا تصدق.. نعم، كان رحمه الله شاعرا بالفطرة، ما سمع بيت شعر إلا وانتبه لما فيه من صواب وخلل، وكان المساعد الأول لي في زرع القيم والمبادئ منذ الصغير.. وكان للتعفف والكبرياء حتى التواضع من شيم مبادئه رحمه الله.

س.ما أثر أمك…؟

أمي المصدر المحلق للخيال…فمن ورقة العنب كانت تخلق لنا قصة من صوت الواوية…

عند الغروب كانت تروي لنا حكايا جمة. من طقطقة المزراب، كانت تجمع لنا الخرافة والحقيقة. من هسيس الحطب في الموقد، تنجلي لها موسيقى الحياة الرائعة.

لكل شيء عندها قصة جميلة…

س. ماذا تعني لك: فلسطين، ولبنان، وطرابلس، وقريتك…؟

-فلسطين…كيف لا تكبر فينا كل يوم؟

-لبنان بلدي ومبعث إعجابي بجماله وكبرياء جباله، وانتسابي إليه عزة وفخر…

-طرابلس يا غصن الليمون، يا فيحاء العبق، يا سيدة الصبر، و يا ماسحة الدمع عن الفقير…

أما قريتي، فهي نخلتي الشامخة بين جدرانها وإمارة الحلم والجمال والطيبة. مسجدها وكنيستها صنوان في البذل والمحبة والتضحيات الجسام…

كنيسة قريتنا «مار نهرا»..فيها جدار مشترك مع بيتنا العائلي…ما أروع العيش فيها!

*هل تقبلين النقد؟

أنا شخصيا أتقبل النقد البناء، ولا أتقبل أبدا الهجوم…والكلام تحت الطاولة…

س.ما موقفك من النقد؟

النقد الفعال يوقظ نواحي جديدة في ذهن الأديب، ويجعله أكثر مرونة وتجاوبا.

واشدد على النقد البناء، وعلى الناقد مسؤولية كبرى وشروط مهمة، وليس كل من أراد إظهار عضلاته الفارغة بناقد. فمهمة الناقد صعبة ودوره حساس، وثقافته هي التي تؤهله للنقد…

*س. ما دورك في تشجيع الناشئة والموهوبين على ارتياد الأدب؟

لي دور في ذلك، فالتفاعل معهم مهم… وإعطاؤهم أهمية أمر ضروري، وكذلك توجيههم، والأكثر أهمية حثهم على القراءة والتعرف إلى الآداب عامة، لأننا أمام جيل مصاب بهلوسة الآلة! وضريبة النت ومصيبة الحرف الهجين!

*س. ما موقفك من الأمسيات؟

الأمسيات هي نتاج الأفكار، وبلورة النداء الروحي للشاعر، وتحلق السامعين فيها يخلق جوا ثقافيا مميزا. ومن الضروري أن يشارك الجيل الجديد في ذلك، حضورا وأداء ومناقشة. ولا أتقبل الأمسيات الجافة المحصورة بنوع أو فئة…أو التي تفرض على الحاضرين شروطا…فالشعر حيز حر.. وللجميع حق السماع والتمتع والتفاعل..كل بحسب مستواه.

س. بوصفك أكاديمية، ما دورك في في إغناء مواهب طلابك؟

أؤدي دور المثقف المعلم… الموجه… والأخير ينبغي أن يكون صادقا مع طلابه، وكل من سأله العون.

س. ما موقفك من الأدب الملتزم؟

الشعر الملتزم هو قضية راقية ومسؤولية عالية وأداء يستحق الاحترام.. ومن أهم شروطه أن يكون نابعا من الذات ومن التوحد بقضية تمس الشاعر وتعني له الكثير، حيث تشكل بداخله قناعة يتفجر بمقتضاها وينزف التزامه على الورق صداحا مثقلا بهموم قضية…

س.بمن تأثرت من الأدباء أولا؟ وكيف كان ينمي أخاك موهبتك؟

التأثر بالأدباء يأتي تدريجيا، أول مرة قرأت فيها قصيدة لنزار قباني كنت دون العاشرة، وهي «خمس رسائل الى أمي»، نشرت في جريدة النهار. سرقتها من طاولة أخي هاشم ورحت أقراها بجنون طفولي، وأنا بغاية الدهشة. لاحظ أخي ذلك، فأعطاني الجريدة، وصار كلما وجد قصيدة حلوة، يضعها أمامي، ويناقشني كالكبار.. ثم وجدت نفسي أكتب وأكتب.. كان عندي شغف كبير بالكتابة، واحترام بعيد المدى لذوي الأقلام.

س.من كرمك؟ وما أفضل التكريمات…؟

التكريم قد يقدم عبر الإعجاب والاحترام والحضور الكثيف للأمسيات.

طبعا، كرمنا من الرابطة الثقافية ومنتديات أدبية في كل المناطق اللبنانية، كما أن هناك أدباء وشعراء عرب كتبوا فيّ قصائد، أو كتبوا عن كتبي.

س. حدثينا كيف خصك سعيد عقل بجائزته..؟

خصني الأديب الكبير سعيد عقل بجائزته…الكلمة الملكة، مع تكريم في نقابة الصحافة، وقال في كلمته آنذاك: أنا أقدم جائزتي، لكتاب او مقال أو لكلمة جميلة، أما مع وداد.. فأتمنى أن أقدم لها جائزتي مع كل كلمة تقولها.

وكما تعلم، في بلادنا لا يكرم صاحب الكلمة إلا بعد رحيله.

س.ما أثر الطبيعة في أدبك؟

للطبيعة دور مهم جدا في كتاباتي، فهي الرؤيا والمواد والملهم الأول.

أحيانا أشعر كأن الغيم حبر قصيدتي، وتبقى الأمنيات سلم النبض…الآتي.

س. ما مؤلفاتك ونتاجاتك؟

من كتبي المنشورة:

-هنا الجرح كان

لن يرحلوا إلى النسيان

القصة القصيرة…

أطروحتي ستنشر قريبا بعنوان: صورة المرأة الفلسطينية في الشعر الحديث، إلخ.

س. لم تركيزك على الشعر الحديث الحر؟

التركيز على الشعر الحديث الحر يأتي انسيابيا…وأنا أحب الحرية بكل مفاهيمها التعبيرية…ومع ذلك، كتبت الشعر العمودي وشعر التفعيلة.. لكن أركز على النثر الأدبي.. وهذا واضح في كتابي لمسات في معتقل الذاكرة…

س. ماذا تهدين قراء المجلة…؟

1-

افتعل الغضب

تأجج والتهب

سألته الأناة والرضى

صفق الباب ومضى

ليته .. ليته لا يعود

أبدا ..

لكنه عاد ..

عاد يدندن بالعتب

تجيز سطوته الرغب

يجامل

يحاول

يبادل

يلبس الجرح فساتين

الذهب

يسألني اللقاء

باهفة من منجم

الغباء

ويدعي الشوق

ونبض الكبرياء

لا ..

لست جاهزة ولا

تحت الطلب

ألبستني المسد الملظى

لأنوء من حمل الحطب

فاسقط كما اصنامك

أبا لهب

في صراع الذات للذات

لا .. لا ..

لا تجدي مفاتيح

الخشب ..

2-

اغفر لحبيبك إن جمحا

واحضن عينيه إذا سرحا

حبيبك أنت سيده

من غيرك يشفي ما

جرحا

حبيبك لا يجننه

الا ان غار

وانذبحا

فاعبر اعماق ثورته

ذق الجرح وما

نضحا

حبيبك لا يعوضه

حب الآتين ومن

نزحا

فاحبب ثورته وهداه

واغمره بعطف إن

طفحا

حبيبك لملم ادمعه

بالصفح يعاد ما

سفحا

صافحه واصفح عن

زلل

خير العشاق من

صفحا

3-

 أينما رحت خذ الدرب

معك

كي لا يراك سواي او

يسمعك

الأرض لكل الناس

والافق

لك ..

حاورها د. أنور الموسى

?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.