بقلم الشاعر الأستاذ حسين سلامة
أتيتُكِ مريمَ العذراء ساعي
عسيرَ الطّرفِ مسلوبَ اليراعِ
شكوتكِ رافعاً كفي أرجو
لعلّ الله يرضى لاستماعي
أنا المنسيّ في زمني وأرضي
وأرضى أن أكون من الجياعِ
أنا المنفيّ في حلكِ المطايا
تئنُّ مواجعي في حلقِ ناعِ
فتسحقُني ضَرُوسُ النّأيِ عنكِ
وأذوي خائباً في ذيلِ قاعِ
وتحملني رياحُ التّيه منّي
وترمي جثّتي جحر الأفاعي
أمجّ مرارتي والموت حتفي
وحتفُ المرءِ مرهونٌ بساعِ
أما واللهِ إنْ حسُنَتْ ظنونٌ
وحسنُ الظّن أولى باتّباعِ
سأبني من قوافي الشّعرِ ملكًا
رحيباً واسعاً أيما اتّساعِ
وأنثرُ من تراب القدسِ عطراً
فتألفُ شاتنا رعيَ السّباعِ
وخالطَ حبّك القدسيّ زادي
حليباً سائغاً عند الرّضاعِ
وأملأ من فُتاتِ الدّير كفّي
وأغرف زيتها للنذر صاعي
وأركعُ خاشعاً في رحبتيكِ
لأطوي صفحة من ضيق باعي
أنا البحّارُ والدّنيا سفيني
رياحُ الصّب ما هزّت شراعي
بقلم الشاعر الأستاذ حسين سلامة