شعر د. حسن جعفر نور الدين
ساقيةُ القرنفلْ …
إلى بيروتْ عروس الشواطئْ
أبداً سأكتبُ مثلما
شاء الهوى
سفراً لساقيةِ القرنفلِ والندى
وقصيدةً لحبيبتي لا تنتهي
بيروتُ قرطُ ذهبْ
لا تفسدوا لمعانَها
لا تجرحوا ما ظلّ فيها مشرقاً
ومضمّخاً بالكبرياءْ
بيروتُ عاصمةُ الشّجنْ
يرسو على شرفاتِها دمعٌ
ولكنْ يستحيلُ على شفاهِ
مُدَلّليها مهرجانْ
طيفاً لأغنيةٍ وظلّ قصيدةٍ
أو مسرحيّةْ
بيروتُ لا تهدأ ، بحيرةُ حافلاتْ
يتنفّسُ الإسمنتُ
في مينائها
وتنامُ تحتَ رخامِها
مليونُ أمّةْ
وتنامُ قافلةُ الزّمانْ
إنّي سأكتبُ مثلما
شاء النّوى
يبتزُّ ذاكرتي ويحصي
أدمعي العطشى
يسافرُ في دمي فتلوح من عينيَّ
ذاكرةُ البنفسجِ
في حديقةِ منزلي المحمومْ
والمنسيِّ في علبِ السجائرِ والمقاهي
في سراديب الرّدى ….
لا تُسرِفي في البعدِ يا
بيروتُ
كنتِ إليّ أقرب من عيوني
ولقد كتبتُك شبهَ قصيدةٍ بحريّةْ
وحفرتُ فوقَ الرّوشةِ الحمراءِ ألحاني
سلي عن زورقِ الحُبّ الذي
عمّدْتُهُ بمياهكِ الزّرقاءِ
واصطدتُ الحواري من
شقوقِ الموجِ والماءِ
….
بيروتْ
…
أحبكِ في الصّباحِ الباكر السّاجي
وقد غادرتِ بحركِ
واسترحتِ على الضّفافْ
تتنشّقينَ الشّعر منْ وسَنِ المرافئْ
والشّمسُ أوّل ما تطلُّ
عروسُ ياقوتٍ يقدّمُها الأثيرُ إلى المصافي
لا تُسرفي في حرّكِ القتّالِ في بحرِ النّهارِ
فأشدُّ ما ألقاكِ فيهِ إذا بدوتِ
كجمرةٍ حمراءَ تمعنُ في الحصارِ
…..
بيروتُ لستُ أحبُّ سحنتَكِ
المسائيّة
أحبُّ الفجرَ منكِ معرّشاً
من سدرةِ الأفقِ الجميلِ محمّلاً
بزوارقِ الطّلِّ الرّماديّ
ويداكِ صائدتان ماهرتانِ
كم حوتٍ على شطآنها ذاقَ الهوانْ
وأراكِ قافلتي الصّباحيّةْ
يختالُ فيكِ الشّعرُ مزهوّاً ويجلسُ
فوقَ أريكةٍ في شارعِ الحمرا
زفّت عرسها على وترِ الكمان
لكنّما في كلّ عام تطمرينَ ببحركِ السّوّاحِ
أشعاراً بلا قلبٍ وليس لها لسانْ
وعكاظُ ما أفتى عكاظ
لحامليهِ بغيرِ سقطِ
المهرجانْ
الليلُ يعصرُ فيكِ جمرَ قصيدةٍ
نسيتْ على الشّمسِ الدّنانْ ..