السبت , فبراير 22 2025

رمز النّظافةِ

بقلم الشاعر حسن علي شرارة*

يُـسـابـقُ  الفـجـرَ تـواقًـا إلى العـمـلِ

رمـزُ النّـظـافةِ  ما أوفـاه مـن  رجـلِ

يقضي النّهار  بكنس الأرضِ  منهمكًا

ماضي العزيمةِ لا يشكو  من    الكللِ

يـشـقى ويتعـبُ كي تـبدو شـوارعُـنا

تـخـتـالُ فـي أجـملِ  الأبرادِ  والحُللِ

تلـقـاهُ يـعــمـلُ فـي جـهـدٍ وفـي كَـَبدٍ

فـالجسمُ في تعبٍ والـرّوح في جذلِ

يا ما أُحيلاهُ يعلو الـماسُ جــبـهــتَـهُ

وتـنـتـشي البسـمةُ الغـرّاءُ  في المُقلِ

يرى السّعادةَ في  بذلِ الجــهـودِ لــنا

بـيـنا يـراها الـورى فـي لـذّة   الكسلِ

دامتْ يــداهُ يـعــمُّ النّـاسَ  نـفـعُـهـما

كــانــتْ تُــلـمــلـمُ أقــذارًا ولـم تـزلِ

يـمـشي ويـرقبُ  مثـلَ الصّقرِ زاحفةً

فـوق الرّصيفِ فيُخفيها على   عَجَلِ

يُـلـقـي النّـفـايةَ فـي أدراجِ حــاويــةٍ

إلـى مـكــبٍ   لــنـفـع الخَـلـقِ متّصلِ

صيفًا شـتاءً وفـي   حــرٍّ وعـاصـفـةِ

تــلــقــاهُ يــكـدحُ مـنـكـبّـًا بـلا مــلـلِ

يغدو صباحًا ويأوي في المساء لكي

يـرعى العـيـالَ بما يحـدوه من أملِ

دومًا يـدندنُ في لحـنٍ وفي طـربٍ:

هـذا أدائي فـإن قـصـرتُ وا خجلي

رمـزُ النّظافةِ قــدْ أدّى رســـالـــتــهُ

خـيـر الأداءِ وأعـطى أفـضل المَثلِ

نعمَ المُـنـظِّـفُ مـا أبهى شــمـائــلًـهُ

شــعـارُهُ دائــمًـا هــيّـا إلى العــمـل

*أستاذ ومشرف تربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.