السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / الضعف الجنسي وكوارث الانتصاب: أسبابها ومظاهرها وعلاجها وجدوى علاج الأعشاب!

الضعف الجنسي وكوارث الانتصاب: أسبابها ومظاهرها وعلاجها وجدوى علاج الأعشاب!

...شكيب كان يعاني من ضعف جنسي، ناتج عن عدم قدرته على الانتصاب، همس لصديقه أحمد، فنصحه بشراء دواء أعشاب، فازدادت حالته سوءا، فذهب إلى مشعوذ صنع له حجابا.. لكنه تدهور نفسيا، لأن زوجته هربت منه… وها هو يندم لأنه لم يذهب إلى طبيب متختص…!

قصة شكيب تحدث مثيلاتها بالمئات… والسبب قلة الوعي بهذه المشكلة، وربما لأن بعض الأشخاص يعدونها عيبا أو آفة.. علما أنها عادية قد تحدث للغني والفقير ولكل الفئات…وعلاجها متوافر، حين تعرف البواعث والأسباب!

ونظرا إلى حساسية القضية وأهميتها، فتحت مجلة إشكاليات فكرية بابها على مصراعيه…واجابت عن الأسئلة الآتية:

ما الضعف الجنسي؟

ما أسبابه؟

ما علاجه؟

وما جدوى العلاج بالأعشاب؟

الضعف الجنسي والنسب والأعمار

الضعف الجنسي يزيد مع تقدم العمر، حسبما تؤكد دراسات، مشيرة إلى أنه يصيب نحو 5 في المائة ممن هم دون سن الأربعين، ونحو 15 في المائة إلى 25 في المائة ممن بلغوا الخامسة والستين، ونحو 74 في المائة ممن كانت أعمارهم فوق الخامسة والسبعين.

ماهية الضعف الجنسي

الضعف الجنسي لدى الرجال هو عدم القدرة على الانتصاب بصفة كافية لأداء العملية الجنسية، أو عدم القدرة على المحافظة على انتصاب كافٍ لإتمام هذه العملية.
وما يوازي الضعف الجنسي عند المرأة هو عملية الإنزال المبكر لسائل المهبل (أو ما يسمى بعملية التليين) الذي يقل بصورة كبيرة عند النساء في حال تقدمهن في العمر، مثلهن في ذلك مثل الرجال، أو وجود اختلال في التوازن الهرموني.

الأسباب

– أسباب نفسية (45 في المائة) وأسباب عضوية (55 في المائة)، ولكن يجب أن نعي أن هذا التقسيم هو للبحث العلمي فقط، لأن أسباب العجز الجنسي تكون، في الحقيقة، مزيجًا بين القسمين. ومن أهم الأمثلة على الأسباب النفسية الاكتئاب والقلق، وعدم الثقة بالنفس، والمفاهيم الخاطئة عن العلاقة الجنسية التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، نظرًا إلى تعدد مصادر هذه المعلومات من مواقع ومنتديات إلكترونية.

-ومن الأسباب العضوية: تصلب الشرايين الذي ينتج عنه قلة تدفق الدم للعضو الذكري، وبالتالي يحدث الضعف في الانتصاب، ومرض السكري الذي يؤدي إلى العجز الجنسي نتيجة لتصلب الشرايين أو تلف أعصاب العضو الذكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وزيادة الوزن… وكلها من مسببات تصلب الشرايين وعدم كفاءة الدورة الدموية.
في معظم الحالات يكون السبب خليطا من هذه العوامل مجتمعة إضافة إلى العامل النفسي.
وهناك بعض الأدوية التي قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الانتصاب مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية قرحة المعدة، وبعض أدوية الاضطرابات النفسية كالاكتئاب.
وهناك سبب مهم آخر من أسباب الضعف الجنسي وهو نقص هرمون الذكورة الذي يحدث إما نتيجة تقدم العمر (بعد سن الأربعين) أو لأسباب مرضية كأورام الغدة النخامية أو تلف الخصيتين.

* طرق العلاج

طرق علاج الضعف الجنسي مختلفة ومتعددة، وتنقسم إلى جراحية وغير جراحية.
– أولا: العلاج الجراحي، وهو إما أن يكون تعويضيًا بزرع جهاز انتصاب صناعي، أو تصليحيًا مثل ربط الأوردة لمنع تهريب الدم أثناء الانتصاب وإصلاح الشرايين التي يوجد بها انسداد أو استبدالها.
– ثانيا: العلاج غير الجراحي، أي الدوائي، مثل استخدام عدد من العقاقير الدوائية التي يتم صرفها من قبل الأطباء المتخصصين، علما أن بعض العقاقير أحدثت ثورة في علاج مرضى الضعف الجنسي وتم التصريح باستخدامها منذ عام 1998، ويوجد الكثير منها مثل فياغرا (Sildenafil) وهو أول هذه المجموعة من العقاقير المكتشفة، وسياليس (tadalafil)، وليفترا (vardenafil)، وحديثا تم التصريح لمادة الـ«تادلافيل» للتصنيع تحت اسم «هيروكس» (herox) بجرعتين مختلفتين هما: جرعة 5 ملليغرامات البسيطة التي تُعطى كعلاج يومي لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور للقضاء على الضعف الجنسي عند الرجال، وجرعة 20 ملليغراما العادية التي تمنح فعالية تامة لثلاثة أيام.

* توجهات علاجية

أثبتت دراسات حديثة ومتعددة المصادر أن استخدام عقار التادالافيل 5 ملليغرامات بصورة يومية ومستمرة لمدة 12 أسبوعًا يفيد علاجيًا مرضى الضعف الجنسي على مختلف الدرجات، ومهما كانت المسببات وفي كل الأعمار. وجدير بالذكر أيضًا أن مرضي السكري بصفة خاصة، وهم من الحالات الدقيقة، استفادوا من هذا العلاج وتحسن أداؤهم بنسبة لا تقل عن 69 في المائة. هذا، إضافة إلى استفادة كبار السن من الرجال الذين يعانون من التضخم الحميد لغدة البروستاتا BPH من خلال تطبيق هذا النظام العلاجي. وقد جاء ذلك في نتائج الدراسة التي قامت بها مجموعة من الباحثين: إيجيردي وأوروباخ وروربورن (Egerdie RB، Auerbach S، Roehrborn CG، et al) والتي نشرت في مجلة الطب الجنسي (J Sex Med) عام 2012.
إن هذه الدراسات وغيرها أثبتت درجة من التفضيل لهذه الطريقة عن طريقة أخذ الدواء بصورة وقتية، ويعزى ذلك للثقة والاطمئنان عند استخدام هذه الطريقة.

* نصائح مهمة
تحدث إلى طبيبك ولا تشعر بالحرج من التحدث عن صحتك الجنسية، خصوصًا إذا كنت مصابًا بمرض السكري. والحديث المبكر إلى الطبيب يكون سببًا في علاج الحالة قبل أن تتدهور وقبل أن تسبب لك مشكلات حقيقية.
– اضبط مستوى السكر بدمك، لأن التحكم في مستوى السكر بالدم يمكن أن يمنع إصابة الأعصاب والأوعية الدموية بالخلل الذي يؤدي عادة إلى ضعف الانتصاب، واستعن في هذا بالطبيب.
– مارس الرياضة بانتظام حتى ولو لمدة وجيزة.
– ابتعد تمامًا عن التدخين، لأنه يتسبب في ضيق الأوعية الدموية ما يقود إلى انسدادها، فيحدث ضعف الانتصاب، ناهيك بأن التدخين يقلل أيضًا من مادة أكسيد النيتريك اللازمة لحدوث الانتصاب.
– إنقاص مقاس الخصر، فهو من مؤشرات نقص الهرمون الذكري لدى مرضى السكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين، فمقاس الخصر أعلى من 102 سم هو أحد علامات الخطر.
– قلل من عوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والدورة الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكولسترول المرتفع.
– الابتعاد عن تناول الكحوليات لأنها تقود إلى الضعف الجنسي بتدمير جدران الأوعية الدموية.
– بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة ومضادات الاكتئاب يمكن أن تتسبب في ضعف الانتصاب لدى من يتعاطونها، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المعالج لتعديلها أو استبدالها.
– اعرض نفسك على أخصائي أمراض الذكورة، لتقييم حالتك ومعرفة سببها وكيفية علاجها بأمان وفاعلية.
– لا تتناول أيًا من الأدوية المنشطة التي تعالج مشكلات ضعف الانتصاب دون استشارة الطبيب اختصاصي الأمراض التناسلية والجنسية والذكورة، فإن مرضى الشريان التاجي الذين يتناولون أدوية تحتوي على النيترات الموسعة للشرايين قد يتعرضون لمشكلات صحية بسبب هذه العقاقير، كما قد تتأثر بعض الحالات من اضطراب البصر بعد تعاطي هذه العقاقير من دون إشراف طبي، وهنا قد يصف الطبيب علاجات أخرى أكثر تعقيدا ولكنها تكون مفيدة.
– احصل على قدر كافٍ من النوم والراحة، فقد أثبتت الأبحاث أن الذين يسهرون أو لا يحصلون على قدر كاف من النوم يكون لديهم مستويات مرتفعة من السكر عن غيرهم ممن يحصلون على قسط كاف من النوم.
– ابحث عن استشارة طبية نفسية لعلاج التوترات والقلق والاكتئاب الذي يمكن أن يكون السبب في ضعف الانتصاب، وقد يكون الخوف من هذه الحالة هو سبب تدهورها في بعض الأحيان.
وأخيرًا، يمكن القول إن أفضل علاج للضعف الجنسي هو علاج الأسباب إن وُجدت وشُخصت، وقبل ذلك بالوقاية من حدوثها، باتباع الإرشادات الطبية التي ترتكز على محاربة السمنة وممارسة الرياضة اليومية والإقلاع عن التدخين والاستشارة الطبية الدورية مع إجراء التحاليل اللازمة وفحص العيون والقدمين والساقين ووظيفة الكلى وضبط معدل السكر في الدم، خصوصًا الهيموجلوبين السكري…

* أدوية بوصفات طبية لعلاج ضعف الانتصاب، وأدوية أعشاب، هل هي مفيدة فعلاً؟

على الرغم من الإعلانات واسعة الانتشار، والدعاية للحبوب «التي تقوي الحياة الجنسية»، فإنه لا يوجد أي برهان على أن أغلب المكملات الغذائية فعالة. وتشمل هذه المكملات: حبوب الفيتامينات، والمضافات الغذائية، ومنتجات الأعشاب.
إن الآلية اللازمة لتحسين وظيفة الانتصاب تتمثل في زيادة تدفق الدم نحو القضيب الذكري. والوصفات الطبية لأدوية مثل «سيلدينافيل sildenafil» (الفياغرا Viagra)، و«فيردينافيل vardenafil» (ليفيترا Levitra), و«ستاكسين Staxyn»، و«تادالافيل tadalafil» و«سياليس Cialis»، و«أفانافيل avanafil» (ستيندرا Stendra)، كلها تؤمن تنفيذ هذه المهمة، وذلك بمنعها لنشاط إنزيم معين، ما يؤهل القضيب الذكري للامتلاء بالدم، والبقاء منتصبًا لمدة أطول كافية لتنفيذ عملية الجماع.
وقد يمكن لمنتجات الأعشاب تحسين تدفق الدم في الجسم، إلا أن قدرتها على علاج حالة ضعف الانتصاب غير مؤكدة. وعلى سبيل المثال، فإن عشبة «جنكو بيلوبا ginkgo biloba» التي يتم الثناء عليها لأنها تزيد تدفق الدم، لم تكن فعالة في علاج ضعف الانتصاب. كما أن هناك احتمالات حصول آثار جانبية خطيرة بسبب بعض المكملات، فقد ظهر أن عشب «يوهيمبين yohimbine» مثلاً، المستخلص من لحاء شجرة «يوهيمب»، يساعد في علاج ضعف الانتصاب، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى إحداث أضرار بوظيفة القلب.
وأخيرًا، فإن منتجات الأعشاب التي يروج لها لعلاج ضعف الانتصاب لا تخضع إلى ضوابط وقوانين. وقد كشفت التحليلات حولها أن غالبيتها لا تحتوي على العناصر النشطة التي تدعي أنها تحتوي عليها. ولذا، فمن الأفضل تجنب تناول مكملات الأعشاب لعلاج ضعف الانتصاب، لعدم وجود فوائد ملموسة لها، بل ووجود أخطار بسببها…

إعداد د. أنور الموسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.