البطالة تنتشر في مجتمعنا كالجرب! والشباب يئنون!
2017-01-13
قضايا مجتمع ومناسبات
644 زيارة
بقلم سعدى حمية
تعد البطالة في الوقت الحاضر من أخطر الأزمات انتشارا بين العديد من فئات الأفراد في المجتمع ، وكما قال المثل الفرنسي :”البطالة هي أم الرذائل”، فهذا المثل ينطوي على ما يمكن أن تخلفه البطالة من جرئم في المجتمعات. فما هي مسببات البطالة في لبنان؟ وهل النزوح السوري سبب من أسبابها؟ ما هي أنواع البطالة؟ و ما المشاكل التي تنتج عنها؟ وما الحلول المناسبة للتخفيف من أزمتها؟
يزداد عدد الشباب العاطلين عن العمل بين ال١٥ و ال٢٤ عام العاطلين عن العمل في مختلف انحاء العالم … اما اسباب البطالة فهي اسباب سياسية كغياب تأثير التنمية السياسية على الوضع الإقتصادي والإجتماعي، وانتشار الحروب والأزمات الأهلية…
فالنزوح السوري الى لبنان بسبب الحرب ادى الى تفاقم ازمة البطالة في لبنان، فقد تم الإستغناء عن اليد العاملة اللبنانية واستبدالها بالسوربة في عدد كبير من القطاعات…
وهناك أيضا الأسباب الاقتصادية، كزيادة عدد الموظفين مع قلة الوظائف المعروضة خصوصا مع زيادة اعداد خريجي الجامعات وعدم توفير الوظائف المناسبة لهم وزيادة المكننة التي ادت الى زيادة المنفعة الإقتصادية على الشركات، ولكنها ادت الى ارتفاع نسبة البطالة ..
وهناك الأسباب الاجتماعية كارتفاع معدل النمو السكاني مع انتشار الفقر الذي يقابله عدم وجود وظائف او مهن كافية للقوى العاملة ، وعدم الاهتمام بتطوير قطاع التعليم ، ما يؤدي الى غياب نشر التثقيف الكافي والواعي المناسب لقضية البطالة بصفتها من القضاية الاجتماعية المهمة، و غياب التطوير المستمر لأفكار المشروعات الحديثة التي تساعد على تقديم العديد من الوظائف للأفراد القادرين على العمل ..
و البطالة ثلاثة أنواع : *هيكلية و هي التي تستغني كليا او جزئيا عن العمال و الموظفين .
*موسمية وهي التي تحدث بسبب اعتماد بعض الأعمال على موسم محدد كالمسابح .
*احتكاكية وهي البطالة الناتجة عن انتقال الأفراد بين الوظائف و المهن ما يؤدي الى تحول الموظفين الى عاطلين عن العمل في فترة انتقالهم او بحثهم عن وظائف جديدة .
تنتج البطالة الكثير من المشاكل منها عدم استقرار العلاقات الاجتماعية للعاطل وتقلبها زمانيا ومكانيا، وتركز عامل الضياع وعدم الإستقرار والشعور بخيبة الامل والاحباط، وابتعاد العاطل عن المجتمع وقيمه السائدة نتيجة شعوره بالوحدة، و هي ايضا تسبب السلوك الاجرامي لدى الفرد العاطل وهجرة الشباب والأدمغة ….
ومن الحلول للتقليل من البطالة :
*بناء المشاريع الصغيرة والكبيرة ، لتوفير فرص العمل للشباب والتخفيف من المكننة.
*تشجيع الشباب على اقامة المشاريع الصغيرة التي تدر عليهم دخلا وتوفر لهم فرص العمل من خلال تقديم المبالغ المالية مهما كان مقدارها .
*دراسة الوضع الاقتصادي للسوق بالطرق الحديثة و لمعرفة التخصصات المطلوب وجودها من اجل تعميمها على الشباب والمقبلين على العمل.
*التقليل من استخدام العمالة الوافدة الأجنبية واستخدام الأيدي العاملة المحلية اللبنانية .
*تقديم التشجيع و الدعم لأصحاب رؤوس الأموال ، من أجل جذبهم لعمل المشاريع الاقتصادية الناجحة.
… فمتى تصبح هذه الأزمة في طيات النسيان وينتهي الكابوس الذي يخاف منه طلاب الجامعات وكل باحث عن عمل …؟!