بقلم محمد أمين
الوقت الثمين..
«تيك تاك»..في المتوسط يعيش الانسان 70 عاما. يقضي 20 سنة منها نائما. و 20 عاما ليخرج من كنف العائلة ويفكر بالاستقلال و 40 عاما بين عمل وزواج و”ركض بركض”. لتصل الى عمر ال 70 وقد يكون حالفك الحظ واغتنمت الفرص وقدمت الكثير لنفسك وحققت انجازات وتكون سنوات حياتك لا تذهب سدى. دعنا نركز على ال 40 عاما الموزعة بين عمل وعائلة. و اشدد على عمل وعائلة لانهما الاكثر التهاما للوقت. والسؤال سيكون كالتالي: هل تحب عملك؟ فانك تقضي فيه 8 ساعات يوميا اذا كنت موظفا. وساعة اخرى ذهابا و ايابا من العمل و اليه. تبقى لديك 15 ساعة. احذف منها 7 ساعات نوم وهي المدة الصحية للراشدين. تبقى 8 ساعات. ساعة منهم تاكل فيها ( الفطور والغداء و العشاء) تبقى 7. وان كنت من اصحاب الراحة بعد العمل فسنحولها الى 6 ساعات.
6 ساعات هو الوقت الذي تملكه للعائلة و هواياتك. لكن الا تحتاج الى وقت لنفسك..وقت يعطيك معنى لوجودك. وقت تملكه ولا يملكك.بعيدا عن العمل و الاسرة؟ تقريبا عرضت لك ان 18 ساعة من نهارك ليست لك. و 6 ساعات تشترك فيها مع غيرك .
” و يقول لك احدهم، لا املك وقتا “.
دعني اقول لك ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك..و دعني اشدد على انه دائما هنالك وقت لفعل ما نحب.
سأعرض بشكل موجز مثلا حيا وواضحا يختصر مجلدات في فن ادرة الوقت. الا و هو:
انا اعمل مصمم اعلانات في معمل يبعد 20 دقيقة مشيا بطيئا. و يجب ان اذهب اليه و اعود منه يوميا. في هذه الحالة ربما علي استغلال المسافة وان اعبرها ركضا كنوع من الرياضة الصباحية. لانني احب الرياضة ابتكرت لها وقتا. احسب الركض يوميا ذهابا و ايابا لمدة شهر. قد اصبح عداء بعد 3 اشهر. كل ما فعلته انني ابتكرت طريقة لدمج ما احب و ما افعل.
…كشخص يعمل في التصميمات فانا متاح لي الجلوس و العمل
على الحاسوب بوجود الانترنت. و انا اقضي 8 ساعات يوميا جالسا. وبينما انا اعمل في التصميم كنت استمع لندوات و محاضرات عبر سمعات الاذن. اعمل واسمع. استغل ال 8 ساعات يوميا بشيء احبه. بدأت هذه الخطة من شهر وخلال هذه الفترة استمعت ل ( سلسلة مباحث الفلسفة- 12 حلقة). و ( تاريخ الحزب الشيوعي- حياة لينين- حياة ستالين- الحرب الباردة- انهيار الاتحاد السوفياتي- حرب فيتنام…) و ( محاضرات في الفلسفة الوجودية..) محاضرات دينية. استمعت لمتكلمين حول تنمية القدارات و فنون تنمية القدرات البشرية. و الان اتعلم سلسلة اللغة العربية. عبر السمع.
دائما يمكننا ايجاد وقت لفعل ما نحب. لو بشكل ضئيل. فأقل شيء ان كنا ذاهبين الى اعمالنا في السيارة او الى الجامعة… وتملك هاتفا ذكيا فبدل من اهدار الوقت الى ان تصل لوجهتك استمع لمحاضرة ما مجرد خطاب علمي او ديني او اي شيء..ستجد نفسك بعد مدة قد اصبحت خبيرا به. فقط لانك اعطيته ربع ساعة يوميا من الوقت الضائع اساسا.
وهكذا ستكون قد ابتكرت اسلوبا منهجيا و خطة لاستغلال كل دقائق حياتك بشيء تحبه وبابتكار. فظيع… كيف يمكننا ان نبتكر اذا اردنا ذلك؟
*محمد الامين*