شعر الأستاذ حسين الخطيب
من ارشيف الذاكرة
محرقة غزة
معذرةً اطفال غزّةَ
كيف البكاء وادمعي ليست معي
اين المناديل التي جاءت تلملمُ ادمعي
ما ثَمَّ إلاّ جمرُها
يمضي حثيثاً في حنايا اضلعي
يستلُّ من جفنَيّ نوما
يغتالُ من عينيّ حُلماً
لا يغادرُ مخدعي
لِمَ ترحلون!!
لِمَ ترحلونَ وشمسُنا
لمّا تُطَرّزْ ظلّكم
لِمَ ترحلون!!!
لِمَ ترحلون ورملُنا
لمّا يُقَبِّلْ خَطْوَكُمْ
لِمَ ترحلون وبحرنا ناءٍ يَهيمُ بقربكم
لِمَ تكبرون!!!!
لِمَ تكبرون ولم تزلْ
في مهدها طفلاً عناقيدُ العنبْ
في بيت لحمٍ
في الخليل وفي النَّقَبْ
يا ايها الآتون من رحم التّعبْ
يا ايها الماضون في تيه السّغَبْ
خذوني معكم
يا ايها الاطفالْ
يا خبزنا الموعودَ تأكلُهُ الرمالْ
يا كنزَنَا المرصُودَ في تيه المُحالْ
خَبَّأتكم
في حِجْرِ عمري روضةً
ارتاضها عند الغروب
وزرعتكم في تيه عُمْري بَسمةً
اسْلُو بها هَمَّ الكروبْ
ورحلتمو
وظللت في حزني معي
ابكي وحيداً
ما ثَمَّ من يبكي معي
