بقلم الأستاذ د. خنجر حمية
يستدعى الماضي في زمن فرط الحداثة في صورته الأشد هشاشة وشكلانية ..وهو يوضع للتو في خدمة غايات مختلفة ومتناقضة في آن معا ..ويغذى بواسطة حنين متوثب وهوس ارتجاعي يبحث عن زمن ربما يعثر فيه على شكل من أشكال التوافق مع العالم ..على قيم أو معان يستعان بها في خضم طغيان الكارثي والمأسوي، وفي سياق عمليات الهدم المطرد لليقينيات.استدعاء كهذا يتم شعائريا في الأعم..عبر أشكال متعددة مما نسميه مناسبات إحياء الذكرى التي أصبحت ميدانا أثيرا لتفريغ العواطف والانفعالات المشتركة،ولتوليد شعور بالأمن عبر استعادة مشهدية لمنابع الهوية …لكن إحياء المناسبات في زمن النهايات هذا صار هوسا ..وباتت الاحتفالات السنوية/المتخمة بالطقوس والشعائر ؛والتي تستحضر فيها ضروب متنوعة من الذكريات المؤججة/ تتبدى على شكل عبادة.
إنها محاولة للوقاية من التيه بواسطة تكثير المتاحف.
من كتاب د. خنجر حمية ..اختبارات المقدس…في طبعته الجديدة .