الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / الإعلام اللبناني ضحية الأحزاب والسلطات

الإعلام اللبناني ضحية الأحزاب والسلطات

بقلم أمل سويدان

الإعلام اللبناني ضحية الأحزاب والسلطات 

التخرج من كلية الإعلام بات أمراً سهلا بالنسبة إلى بعض الطلاب، والخروج من دائرة السياسات صعب أمام الآخرين.ضحايا اللعبات الديكتاتورية اليوم معلقين أمام عتبة منزل كل رئيس؛ المال في يد والواسطة في أخرى، والسلام على من سهر الليالي لتعلق شهادته في نهاية المطاف على الحائط أو في الخزانة…

أهلا بك في محطة ‘الرئيس فلان’ منذ قليل وصلني اتصال من ‘الشخص فلان’ وطلب مني أن أتوصى بك.

حضرة الرئيس أنا لك في امتنان، أنتم مثَلنا وقدوتنا، أنتم عزنا والفخر من معاليكم لنا لباس…

تعلم أن الجامعات تحتاج لكثير من الجهد والدراسة لكن الظروف لم تسمح. لقد اكتفيت بمعدل 11/20 ، كما أن شاشات التلفزة لم تحظ لي بالقدر الوافر من الخبرة إلى أن سدت في وجهي كل الطرقات.. عزيزي عزيزي لا تحزن فأنت عندي أمانة من الزعيم وطلب مني أن لا أخرجك خائبا، فبيننا علاقة صداقة قديمة وتربطنا مصالح مشتركة، وما عليّ سوى أن ألبي لك النداء.

حلمي أن أصبح صحافية، أن أكتب بالأحمر العريض وأرفع راية الإعلام الحر في كل مكان. أنا مسلمة وأعمل في شاشة مسيحية، أنتمي لحزب وأعمل في آخر. إنها الساعة العاشرة صباحا؛ موعد مقابلة العمل، أهلا وسهلا أعطني شهادتك؛ 15/20 معدل ليس كاف، مسلمة مممممم ولكن الكادر المسلم مليء، شيء جميل أنه لديك قليل من الخبرة ولكن اسمعي يا حبيبتي: ليس لدينا مجال لزيادة العمال فكل الأقسام ممتلئة وعندما يغادرنا أحد سوف نعلمك، مع السلامة..

إنتهت رحلة العلم بلا فائدة فشهادتي رميت وطموحي اندثر وأصبحت ألملم بقاياه عند منزل كل رئيس. العيب في مجتمع يقبل فيه المثقف الأيادي ليكسب الجاهل على الكرسي في التصفيق… يعمل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.