بقلم رامي قاروط
ألا تدرين.. حالنا؟!
وجدتُ نفسي لا أُجيدُ النُّطق،
و اعتلى في وجهي سيفٌ و سم،
و الصِّراعُ ابتدأ بين الأنا والهو!
والّليلُ الحالِكُ أخفى ابتسامةَ الأيّام،
الشرُّ عن يميني اندثرْ،
و الكرهُ عن يساري انتثَرْ،
فَوا عَجبي على دنيا
باتَ الجمرُ فيها على الجمر
الجراحُ بدلَ أن تضمد أضحَت تكوى
والنهارُ شمسُهُ مُلتَهِبة
والكلُّ على سياج الدّهر يمشي
يحكي عن الأعوام المُنصرِمة
حكاية عن مجدٍ و بطولة
أو كرهٍ وعذابٍ فخسارة
ألا تدرين؟! اليوم أضحى القلبُ كحجرْ
وباتَ الحبُّ كالأوراقِ على الشّجر
ألا تدين أنّ السُنونو باتَ لا يغرّد
والتيجان المذهّبة باتت تُباعُ في الأسواق؟!
ألا تدرين؟! ألا تدرين؟!
أنّ الحبّ بات كالترانزيت؟!
يحُطُّ رَحلَهُ ساعةً في المرافئ
ثمّ يُغادر المحطّة كالعجوز المسكين
ألا تدرين أن الفقير يبيعُ نفسهُ في أسواق النخاسة؟!
ويثَمَنِهِ يشتري حياة العبوديّة و النجاسة!
ألا تدرين أنّ الحياة صارت تُغنّي
كما تشاء؟! كما تريد؟!
ألا تدرين؟! أنّ عنترة وعبلة قد ماتا؟!
و الكلامُ طويل…
و قلمُ جبران جفَّ حبرُهُ وانطوت الصفحات.
ماتَ من كان يقرأ،
آهٍ نسيت، ألا تدرين؟!
أنّ العين أمسكت عن الرّثاء،
رويداً رويداً، تمهّل يا ذا القلب
و ماذا؟! ألا تدرين؟!
أدري أنّ القلبَ صارَ كالرصاص،
و النور باتَ الظلمة،
و العكسُ كما تشاء،
إتّحدَ التضادُ أجل
فالفقيرُ اغتنى، والغنيُّ تمرّدَ واذى،
يا سيّدي، لم يبق في الدنيا سوى أنا،
فهو ماتَ ، و صار جيفةً لا تعرفُ معنى الحياة
ثلاثُ نِقاط أدركتُ أنّ هناك ما هو قد أختُزل،
ثلاثُ نِقاط رسمتُها وأكملتُ على سطرٍ جديد…