بقلم مريم علي الدين
«لو كان الفقر رجلا لقتلتهْ».
ما أصعبَ هذا الكلامْ!
فمن أين أبدأ و أين أنتهي؟
غصة في حروفي والأقلامْ
أطفال يرقصون من شدة الرجفِ
تخلوا عن أحلامهم من الخوفِ
أطفال يكسوهم سبعة «وئامْ»
وبدل الحلم مطر من الأحلامْ
أطفال يسارعون على الكبر للانتقامْ
دماء وطنهم وعالم من الاجرامْ
وأطفال يعيشون طفولتهم عيش الكرامْ
ابناء آدم… ورحم واحد يا عربْ
كفى سفاهة مجبولة بالكفر و الآثامْ
وحقوق الطفل دراسة وطبابة
منسية هذه في غزة والشامْ
قلوب كالصخر قوة وصلابة
سهت النخوة ولحقت بورصة السهامْ
يطعمون الأطفال ما لذ وطابْ
و يرتدين ماركة من الثيابْ
قصور منازلهم مئة قفل لبابْ
و الآباء سلاطين بتهليل ورحابْ
يعلمون أبناءهم كبرياء الآدابْ
وتلك الطفيليات مرمية كالكلابْ
ثيابهم ممزقة نهشتها وحوش الأعرابْ
محطمة الجدران لا حرمة عند الإرهابْ
أيتام أوليارهم شهداء وفي الوطن اغرابْ
بدل القلم سلاح الشرف يقتلون الدوابْ
أما الهدايا فللثريا أغلى الثمنْ
كنوز تحت عقولهم شريفة المتنْ
لا يقوى أن يتحداها الزمنْ
وسيطهم المال و ثغرهم عزف و شجنْ
أما الأرواح فهداياههم بقايا من العفنْ
شفقة على عقولهم مليئة بالوثنْ
فالدببة والأفاعي مغمضة الجَفنْ
و طفيلياتنا صراخها ممنوع دون اذِنْ
سماؤها سوداء مسلوبة الرداء و الوطنْ
أين أنت يا ضمير فلتصح؟
كتابك مغلق وكثر الجهلاءْ
لا فرق بين ليل و ضحى !
والحماة ماتوا فلا ذكرى لهم للبقاءْ
العرب لا عرب… باتوا عن الضمير غرباءْ
لا أمل و لا حرية فالأم هذيلة عجفاءْ
لا تنتظروا الصدقة يا فقراءْ
ولا تصدقوا نباحهم فهم أمراءْ
مغطرسة قلوبهم بالكفر وسعداءْ
لا تنتظروا الرحمة سوى من الرحيم
أفمن كان مؤمن كمن كان فاسقا لا يستوون
فهم وقود الجحيم وأنتم أنتم شهداءْ
و انتظروا …. ستطلق السماء لأجلكم النداءْ