هكذا تغتصب اللغة العربية… في فيلم إباحي متواصل!
2016-12-15
مقالات, نقد وفلسفات
800 زيارة
بقلم د.أنور عبد الحميد الموسى
هكذا تغتصب اللغة العربية… في فيلم إباحي متواصل!
بمناسبة ما يسمى باليوم العالمي للغة العربية!
يوما بعد يوم، تثبت اللغة العربية قدرتها على تحمل الاغتصاب القسري الذي يمارسه بحقها ذووها.
مرة أخرى تتابع الضاد تأوهها… وتكتمها على العار الذي أصاب من ينطق بها… في ظل انفجار جنوني يزرعه أهلها لأخوتهم في الدين أو القومية أو الوطنية…
مرة أخرى تواجه العربية التكاذب المتصاعد من أهلها الذين يدعون أن لغتهم لغة فصاحة وبلاغة وعز وانتصار…. ولغة قداسة وإعجاز!
مرة أخرى، يطالب «الضادي» المهموك بدفن أطفاله أو عوراته… بأن يحافظ على لغة دينه المقدسة…!
ومرة أخرى، تذكرنا «اليونيسكو» بيوم رائع للغة العربية…!
ومرة أخرى، نغتر بيوم مصطنع من أمم التكاذب… للاعتزاز بلغتنا… وإحياء ذكراها أو يومها…!
ومرة أخرى، تأتي الذكرى في ظل عاصفة الجنون والإبادة التي يصنعها ناطقو الضاد بأنفسهم… مستعينين بأساطير العالم وآلته الهائلة المدمرة…!
نعم، مرة أخرى نتباهى بالضاد… ولكن نغتصب أم ناطق الضاد وأخته وزوجته وعمته وخالته وابنة أخيه وأخته وزوجة عمه وعمته وجدته وحفيدته…!
نغتصب ناطق الضاد… لنحافظ على لغته وتراثه وحضارته وهويته ودينه ومذهبه!
نغتصب… لنثبت أن الضاد صامدة في وجه عواصف التغريب والتفرنج والتتريك والتفرنس والاستشراق والعولمة…
وكأني بنا نبحث عن لغة ثانية نضيفها إلى الضاد التي تستوعب كل اللغات…!
كأني بنا نبحث عن مفردات لم نألقها من ذي قبل… مفردات لغة تجعلنا في مقدمة الأمم… مفردات لغة الاغتصاب التي يشتق منها صريخ المغتصبات والمغتصبين… ومرادفات فض البكارة… ومعجم السادية والاذلال… والاشتقاق الأكبر أو الكبار في كشف العورات وتقطيع القضيب قبل الرحم.. وعلم أصوات الحرمات المباحات… وتراكيب الاغتصاب الجماعي… وتنمية لغة الأطفال المذلولين بالشذوذ الجنسي وقطع الأعضاء… وبلاغة ذل الرجال… بالنوم مع زوجاتهم أمام أعينهم… وفصاحة اغتصاب الرجال أو قتل الأسرى بالراجمات… !
لغة عربية ترتقي إلى مستويات ذهبية… لغة لم تعرفها إمبراطوريات الروم وكسرى وقيصر ونبوخذنصر وسارتر وماركس… لغة جديدة… عربية فريدة… لغة تفوقت على تلك التي ازدهرت في عصرنا العباسي الذهبي… وتغلبت على لغة العصور الأولى؛ كالجاهلية وصدر الإسلام والأموية والعباسية…
لغتنا باتت لغة تسرح مع العربيات النائحات المغتصبات، والعذارى الهاربات في رمال الصحارى… والمحيطات…!
…لغة عربية أدواتها القتل والتنكيل بناطقي الضاد… لغة حضارية بعنوان: لغة الاغتصاب والنائحات والهاربات والمكلومات.. والشريفات المعنفات المذلولات…
لغة الغادة العربية التي تسبى وهي تصلي… وتتهاداها لذة الزعامات… أو فروج الوساخات…
…لغة الذل والعار… أمام شاشات التلفاز… لغة من يذبح الأسير أو الحر قائلا أمام لغات كل العالم قبل قطع الرأس: «الله أكبر… الله أكبر…!»
يا خادعي اللغات، قبل أن تقولوا: «غدا يوم اللغة العربية…» قولوا: «حافظوا على ناطقي الضاد… وأعراضهم وشريفاتهم وأطفالهم… وحرياتهم!»
كفى نفاقا…كفى اغتصابا وتكاذبا!