السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / مدمنو الفايسبوك: نترك الصلاة والعمل لنلبي رغباته

مدمنو الفايسبوك: نترك الصلاة والعمل لنلبي رغباته

تحقيق صحفي أعده الدكتور أنور الموسى

محللون نفسيون: التعلق به يؤشر إلى كبت جنسي وعقد!

«لا استطيع العيش من دونه… حين أتركه أشعر باقتراب الموت واليأس»

مدمنو الفايسبوك: نترك الصلاة والدرس والعمل لنلبي رغبات الفايسبوك متخصصون: سيشهد العالم العربي مستشفيات بعنوان «معالجة من إدمان الفايسبوك»

    لم تتردد سهى لدى سؤالها عن تأثير الفايسبوك…في القول: «لا استطيع العيش من دونه، فقد انسى الطعام والشراب… ولكنني لا أنام من دونه، فهو صديقي المفضل، وقد اؤجل كل أعمالي… لكنني لا اهمله لحظة بلحظة»… كلام سهى الصريح، يفتح الباب واسعا أمام إشكاليات جمة… ترى، لم أضحى الفايسبوك عنصر ادمان عند شريحة كبيرة من العرب؟ وكيف يستخدمه الأخيرون؟ وما تأثيراته؟ وهل يستفيد منه العربي بطريقة ملائمة؟ وما سبل العلاج وآراء المحللين في ظاهرة الإدمان عليه؟

*حبيبي المفضل…لماذا؟

لا تنكر شريحة كبرى من مستخدمي الفايسبوك أهميته في التواصل الاجتماعي، والتبادل الفكري وأن كان ساذجا احيانا…ولكن فرد مسوغاته… رنا رحمة بدورها، ترى أن هذه الوسيلة مهمة لمعرفة أخبار الأصدقاء ونشاطاتهم… مشيرة إلى أننا نوفر جهدا في دعوة الأصدقاء إلى حضور مناسباتنا واختصار المسافات وتلاقح الأفكار ولا سيما في «بوستات» لغوية وثقافية جذابة….ويؤيدها الرأي طوني شربل: «ننشئ مجموعات وصفحات لغايات تعليمية، وننشر الأخبار المهمة لنشاطاتنا…» أما رؤى الحاج، فلا تنكر إدامانها على الفايسبوك… لكنها ترى أن هذا الادمان يبعدها من اليأس والاحباط… وتتعلم من الاصدقاء وتجاربهم، وتتسلى بالصور وتفرح ب«اللايكات»…والتعليقات….

فيروس وادمان

في مقابل الإيجابيات السابقة، تؤكد شريحة كبيرة من المستطلعين الكثير من مضار الفايسبوك…وتجملها مروى سميح بالقول: «سرقة الوقت، بذل الجهد على عالم افتراضي، تعويض عن نقص، حرمان… تشتت ومرض عيون… تشرذم اسري وانتفاء العلاقات الأسرية…» الرأي نفسه يؤيده مازن موسوي الذي يرى أن العائلة تشرذمت بسبب الفايسبوك… حيث غابت قصص الجدة، والسهرات الدافئة والزيارات الودية إجمالا… ومن السلبيات كما يقول رائد العلي: تحول الفايسبوك إلى أداة استخباراتية من الدول النافذة، والترويج للجنس وبث معلومات لإثارة النعرات الطائفية…

آراء اختصاصيين

يرى د. محمد رائف (علم نفس) أن الإدمان على الفيسبوك بات سيد الموقف، لأن المرء يجد فيه تعويضا اموميا عن حرمان أو نقص ما… وللإدمان علاقة بالكبت الجنسي…فيما ترى د. فيروز خير الله أننا سنشهد مصحات ومستسفيات لمعالجة المدمنين عليه آجلا أم عاجلا.. بدورها رباب مرزوق (علم اجتماع) تؤكد أن الوضع السياسي والاقتصادي المتدني يجعل العربي يحرق وقته بالفايسبوك…ساردة قصص الزواج الفاشلة عبره تلك التي تعبر عن ضعف شخصية الفرد… وقصص عن ارسال صور اباحية أو اهتزازات مالية او…

آراء أصدقاء في الفايسبوك

طرحت مجلة إشكاليات فكرية على الأصدقاء الفكرة… فكانت تعليقات الأصدقاء قيمة وشاملة… وتضع الإصبع على الجرح…

رئيسة ملتقى شعراء وأدباء العرب الأديبة سهام صبرا الكسواني (الاردن) بدورها، تقول الاديبة سهام: «يعتبر الفيسبوك سلاح ذو حدين، وعلى كل رائد له ان يقرر الحد الذي يريده عبر هذا العالم الافتراضي، فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر ..» وتضيف: «واما بالنسبة إلى تعلق فئة كبيرة بالفايسبوك من بعض رواده، فسببه أنه يكون قد حصل المرتاد له على الهدف الذي يريده نحو عالم الأثير، ولكن ربما يكون وهما وربما يكون حقيقة ان لم يحسن المتعلق به استعماله… فهو ليس غاية إنما هو وسيلة توصلنا لما نريد، ولكن بفكر ومعرفة… فهذان العاملان ربما يكونان سبب تعلق المثقفين به لإيجاد من يفهمون لغة فكرهم عبر هذه الشاشة العجيبة…. واما بالنسبة الي فقد كان هدفي الاول والاخير من ارتيادي عالم الفايسبوك هو توصيل كلمتي الى ابعد حد وقد وصلت الى ما كنت اصبو اليه… حتى وجدت كلمتي قد توصلت الى جميع أنحاء العالم العربي والحمد لله، ومن خلال هذه الشبكة هناك سرعة في توصيل الأخبار…. وعلاوة على ذلك قد تعرفت من خلاله على شخصيات ذات فكر عملاق تستحق كل الاحترام والتقدير امثال الدكتور انور الموسى حفظه الله…. اما الأثر الإيجابي الذي يتركه في النفوس… فيتمثل في اننا كنا قد أحببنا به شخصيات واصدقاء لا يعوضون… فعندما تكون العلاقة بينهم فكريا نسمو بها نحو المعالي، ولكن نشعر بشيء من الألم،ﻷننا لانقدر ان نلتقي بهم على أرض الواقع سوى في احلامنا الجميلة…. واما الأثر السلبي الذي يتركه.. فتتمثل في بعض حالات الزواج الفاشل التي تتم من خلاله ….وعدا عن ذلك توهيم الرجال والشباب للنساء والبنات بالزواج كي يوقعوهن في عالم الرذيلة للتعلق غير الصحيح بهم….هذا التعارف بهدف التسلية وضحك الشباب على البنات من خلاله، حتى يتوصلون به عالم الرذيلة والعياذ بالله، فعندما يتوفر لدى الفرد منهم فراغ لا يستغله بشيء مفيد… هنا تتوفر له اسباب كافية ليكون الشيطان ممهدا على مسرح الفساد من خلال هذا العالم الافتراضي…. فقد سمعت قصصا عن بعض الناس تقشعر لها الابدان… واما العلاج منه فهو: اولا: مراقبة النفس وما هي الاحوال التي تمر بها… ثانيا : استغلال الوقت بشيء مفيد، فالوقت ثمين ومحسوب من عمرنا… ثالثا : أن يكون الهدف ساميا كي يصل صاحب ذلك الهدف نحو العلى ليعانق به الثريا…. ورابعا : ان يتوفر الوازع الديني لدى الفرد كي يساعده على الثبات والانضباط في مواجهة العواصف التي يمر بها من خلال هذا العالم الافتراضي العجيب الذي هو شبكة عنكبوتية تشابكت من خلاله جميع الجنسيات كي تلتقي به يوميا، وفي كل لحظة عبر هذا المهرجان العالمي الكبير الذي لا ينتهي ما دام العلم والاختراعات والتكنولوحيا تتقدم…. وأحيانا التكنولوجيا لا نجني من ورائها سوى المتاعب والآﻵم ان لم نحسن استخدامها… وتختم الأديبة سهام بالقول: نصيحة للنساء والرجال: أن يتمتعوا بقدر كاف من العلم الصحيح والفكر السليم، ويحددوا أهدافهم ومسار حياتهم كي يقدروا على متابعة تربية الأجيال بشكل صحيح خصوصا في خضم أحداث الفساد والغزو الفكري الذي ساد عالمنا العربي…. واشكرك دكتور انور لقد اصبت لب الحقيقة بطرحك هذا الموضوع… ومساؤك جميل كجمال قلمك….

السيدة زهراء قصير:

من جهتها تقول زهرا قصير: تتعلق شريحة كبيرة من الناس بالفايسبوك لسهولة الوصول للمعلومات، ولأنه يؤمن القرب من كل الأصدقاء…. فيتابع الاشخاص تفاصيل حياتهم ويتابعون تفاصيله ايضاً، فيصبح جزءًا من يومياتهم حتى الإدمان…. ويشارك الفرد اصدقاءه أدق التفاصيل، بسبب ضعف التواصل الواقعي…. وتضيف: من سلبياته: تضييع الوقت… والعلاج بإرادة الانسان على تنظيم الوقت وجعل الفايسبوك وسيلة وليس هدفا. الجامعية رولا يزبك: بدورها تقول رولا يزبك: ان تعلق الأفراد بالفايسبوك لأمر يأخد المنحى الايجابي و السلبي ، والمعادلة هنا تختلف ما بين ضار ونافع ، و ذلك من حيث نظرة الفرد لهذا الموقع، من حيث طريقة استعماله لها، و التعامل معها بنمط يتناسب مع احتياجاته و ميوله الفكرية… فأحيانا قد يصل الفرد حد الادمان ، فتجده يفضل تلقي المعلومة جاهزة من صفحات الفيسبوك دون التأكد من مدى صحتها وفعاليتها ، و تجده هجر الكتب ، و قلت علاقاته الاجتماعية فغدا منطويا منعزلا و مرتبطا بأصدقاء وهميين ، و علاقات وهمية ؛ الى ان يصبح نسخة الكترونية للإنسان الحقيقي ;ولا يمكننا تجاهل الناحية الايجابية ، لأن الانسان ان تمكن من تحديد ميوله بطريقة مدروسة و مفيدة سيجعل من موقع التواصل هذا ، عالما واسعا كفيلا بتغذية قدراته الفكرية و العقلية ، و ستتبلور شخصيته وتتمدد قاعدته الثقافية ، فيغدو انسانا اكثر تفاعلا مع اخبار كوكبه وتفاصيل احداثها . . و هنا نعود للفكرة الأولى التي تقضي بنشر الوعي وفرض قواعد و حدود تحمي مستخدمي الفيسبوك ، و ترفض تحولهم لضحايا و نسخ مشوهة و افراد يفتقرون للذة البحث و العمل والتفاعل.

طالبة الدكتوراه حنان الزين

التربوية حنان الزين بدورها تقول: الفايسوك ملتقى للعائلة، ومصدر الأخبار، والمراسلة، وقتل الوقت…. وتتابع: يمكننا مناقشة الأمور الدراسيّة. ثم تعدد مساوئه: -التشتّت،الادمان،ينتزع أي رغبة بالخصوصيّة،نفاق اجتماعي… وتختتم بالقول: نحن من صنعنا هذه الكيكة وليكن مذاقها شهيّاً..ّ

طالبة الماستر فاطمة قبيسي

تقول فاطمة قبيسي: يتعلق الناس بالفيسبوك، لان الانسان لديه فطرة المعرفة وحب الاطلاع. فهذا البرنامج يساعده على تتبع الاشخاص،وفي الوقت نفسه، الانسان لديه حب كبير لنفسه.. فيأخذ مساحة في التعبير عن نفسه من خلال الصور والكتابات،.وحصد اللايكات.. و هناك من يريد التعرف على أشخاص وبناء صداقات وهمية او طبيعية او غير طبيعية.ليس هنا التعليق بل المهم ان هذا البرنامج نجح أكثر من غيره في رصد ما يرضي الانسان الطبيعي و عزز نقط النرجسية و التعارف و اسقاط الافكار و غير ذلك من خلال ربط البرنامج بالحضارة، عن طريق تعزيزه بالاعلام واعطائه اهمية.فاليوم الانسان الذي لا يمتلك حسابا على الفيسبوك كأنه لا يمتلك هوية في الحياة الطبيعية، و انا لا أقول هذه الاشياء بصورة الدفاع عن هذا البرنامج، بل أتطرق الى المشروع الذي حول الناس الى حسابات و الحياة الى صور و البلاد الى ثورات،والناس الى الشهرة وعالم الفن…. وهم لا يمتون للفن بصلة….! الأثر السلبي هو التعلق نفسه.فأصبح ادمانا. خلق مشاكل اسرية و نفسية واجتماعية. اما الاثر الايجابي فهو التسلية و التسويق والانفتاح. ليس هناك طرق للعلاج..لان الناس كلهم ليسوا مرضى و لكنهم وقعوا في الفخ، فأصبحوا مصيدة أمام المخابرات العالمية بكل سهولة.والعلاج بات مستحيلا في زمن ارتبط الفيسبوك بالحضارة والثورات.كما سوقوا له.وبات الدواء الابتعاد عنه كليا.و هذا امر مستحيل…

ابراهيم الحسيني

يقول ابراهيم الحسبني: بعدما كانت الحياة الاجتماعية تتجلى في السهرات العائلية والجيران و الأصدقاء و العلاقات المتينة…تحولت إلى شبكة عنكبوتية من عائلة التواصل الاجتماعي(فايسبوك)….لا يمكن الإنكار أنها حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة و سمحت للكثيرين من الناس بالتواصل مع أحبائهم في المهجر و متابعة أخبارهم و أخبار العالم…فأصبحت كالتلفاز المنقول الذي لا بد من متابعة أخباره يوميا…فهو مكان للتعبير عن الفرح،الغضب،التشجيع،الإنتماءات،الفكر…ومن إيجابياته الأساسية(على الصعيد الشخصي)أنه سمح لفئة الشباب بالتعبير عن المواهب التي حبست في قفص وطن لا يتيح لها المجال، فكان الغناء و التمثيل و الشعر و المقالات و غيرها….مسيطرا على الصفحات الشخصية… إلا أن هذا الموقع قد وضع تحت تصرف الجميع (فئات و أعمار) فبات ملهى للكثيرين للوصول إلى حد انعدام الوعي و بات الطفل يربى في حضن صفحته الخاصة التي تحمل صوره العشوائية و أفكارا لا علاقة له بها ….فهي أفكار تبعية اكتسبها من الغير(الأكبر) لا يمكننا الاستمرار بترداد عبارة(ما في وعي عند الأهل!) لأننا أصبحنا في مجتمعات علمية و تكنولوجية و إن كان بعض الأهل أميين دراسيا و ثقافيا إلا أن هذا التطبيق واضح بالنسبة لهم وعليهم وضع حدود لأطفالهم قبل أن تقوم هذه الشبكة العنكبوتية بحياكة خيوطها على عقولهم وبالتالي لن يعود للعلم والمعرفة مكان مهم لدى هؤلاء الأطفال الذين سيفضلون المكوث لساعات أمام الفايسبوك، على أن يكتبوا بيتا من الشعر أو أن يقرأوا قصة مفيدة… في الغرب أيضا

بعد ان تحوّل استخدام الهاتف الخلوي إلى نوعٍ من “الادمان” لدى معظم الأبناء وساهم في عزلهم عن العالم الخارجي والنشاطات الاجتماعية المختلفة، لم تجد مدربة اليوغا البريطانية كارلي توفيل (41 سنة) حلاً لهذه المشكلة سوى بمصادرة هاتف ابنها ديلان (13 سنة) ثلاثة أشهر، لتفاجأ بتغيّر سلوكه بشكل كبير وغير متوقع. وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة ” الدايلي مايل” البريطانية، اضطرت الأم إلى اتخاذ هذا القرار بعدما لاحظت أنّ ابنها يقضي ساعات طويلة يلعب على هاتفه أو يتصفح مواقع التواصل، إلاّ أنّ بعض الأسابيع كانت كافيةً لتلاحظ فرقاً واضحاً في سلوكه. فقد تحوّل ديلان إلى صبيّ مرح وأكثر حيويةً وتواصلاً مع الآخرين، كما تحسّن مستواه الدراسي وأصبح متحمساً للمشاركة في الأعمال المنزلية واللعب مع أخيه. وصرّحت كارلي أنّ هذه الخطوة دفعتها إلى تقليص استخدامها للهاتف الخلوي أيضاً، مؤكدةً أنّ على الأهل تشجيع أبنائهم على عدم التعلق بهواتفهم إلى حدّ الادمان. وأطلقت كارلي مبادرة على “فايسبوك” ليخصص الأهل يوماً في الأسبوع من دون هاتف خلوي، على أن تقدم للأبناء الذين يستغنون عنه طوال ستة أسابيع والتي تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة حصصاً من اليوغا مجاناً….(الخبر الأخير نقلا عن جريدة النهار ووكالات…نقلا عن النهار 14 كانون الأول 2016 | 17:57 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.