الي امي في ليلة زفافي

بقلم سعاد صباح

إلى أمي

تحية مفعمة بالأريج،وشذا أعياد الربيع وبعد…
أمي…ليتني وردة تترعرع في مساكب فكرك، بل ليتني حبها لأرشقك به، وأتوج جبينك بسحرها الفتان.

أمي…كأنك شجرة الأحلام و الأماني ،يطيب منها الغمام مخضرا،أنت سكون الليل …أنت نجمة هبطت في فضاء أحلامي كالقصائد الجوهرية.

أمي …أم الجمال و الأمان ،أنت شعر في ديوان المحبة… أنت هؤلاء جميعا بل أكثر وأجمل .

حين رأيت عيني في المرآة ،قدمتها لك لتجعلك المخلوق الأبدي بالنسبة الي.قد هجرت أوراق الشجر ،مختبئه تحت حبر النثر أرصد أفكاري و أرسلها لك عبر بريد الهواء.
بسمتك خيط رفيع أبيض ينشق من كأس الظلام، يزحف نحو السماء يتسلل، ينسج منديل الصباح و ينشره على مناكب التلال الراجفة. كنت أعرف أنك بحجم الكون فلم تسعك قبضة مارد .لكنني أدرك تماما وأؤمن إيمانا راسخا بانك تقاسين بتعبك وبحبات العرق الطاهرة التي روت ربوعك ،قطرات الدم الحرة التي سارت في عروقك .
فأنت لي أجمل و سادة ،فمعك يا أمي تفغر الروح إلى أثيرها ووثبة النفس إلى ملاذها.

سعاد صباح