«المسخف» والسلطة في مزادات بيع الكرامة!
2016-12-05
مقالات
874 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
كانت علاقة المثقف بالسلطة، ولا تزال، تخضع لشد الحبال والتجاذب، أو التنافر… ولكن الواقع الحالي يقدم صورة مذلة لشريحة كبيرة جدا من المثقفين العرب الذي باتوا، شاءوا أم أبوا، «مسخفين»…
فمفهوم «التسخيف» المنحوت مجازا من التثقيف، سيصبح يوما ما شائعا…لم لا ونحن نشاهد بين الفينة والأخرى العجب العجاب؟!
المسخف تبعا لذلك، هو من خان قلمه وأمته، فغدا بوقا يطبل ويزمر ويرقص… لسذاج السلطة وقادتها الذين يشجعونه على «التسخيف» والتطبيل وتزوير الحقائق…
فبدلا من أن يكون «المسخف» في الصفوف الأولى للنضال، والوقوف في وجه السارقين المغتصبين المحرضين… نشاهده يلهث وراء فتات الحكام وذوي السلطة والمال… مطبقا مقولة الحمار: «اليد التي لا تسطيع عضها، بسها»…
…نعم، يقبل المسخف اليد والحذاء والنعل العتيق، وربما ال…، كي يصل إلى مآربه، حتى وإن كان ثمن وصوليته التنازل عن الشرف أو الكرامة والقيم…
«المسخف» مريض بطبعه، ومعقد بشخصه، تلاحقه عقدة نقص مذلة… فهو لو علم الخيانة التي يجنيها على أمه/ أمته او وطنه، لدفن رأسه بالعار، وربما في قمامة فجار… ورمى وجهه بمليون حذاء…
والغريب أن «المسخف» قد يرتدي لبوسا جمة، فهو ينتمي إلى شريحة لا تقتصر على تخصص دون آخر…والأنكى ان نجد بعض حاملي لواء الدين «كالمشايخ» من قادة هذه الزمرة… والنتيجة تحريض وغسل دماغ وقتل مجاني أعرج…
والقضاة لهم جناح مهم في حركة التسخيف، فيقودون بتسخيفهم بريئا إلى المقصلة، او يدافعون عن مجرم لقاء دراهم معدودات…
والإعلاميون…وما ادراك من الإعلاميون…؟ فهم يتبوأون منزلة رفيعة في مذهب «التسخيف» او «التحمير»…
أجل، لقد تحولت حركة التسخيف إلى مذهب له مفكروه ورواده وأتباعه…الذين يخونون شرف أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم قبل أمتهم ومصيرها ومستقبلها…
وإن سالتني عن سبل مواجهة مذهب التسخيف..فأقول لك: مهمة صعبة بلا شك، لأن المسخفين باتوا جيشا له أتباع كثر… وله مشايخه وحاخاماته وكهانه… الذين توحدوا على ضرب القيم، وعبادة الدولار وعبادة الحذاء والأرجل…بدلا من الوقوف في صفوف شرفاء الأمة للدفاع عن طبقة الكادحين والفقراء والمعذبين…
في الخلاصة، فإن عدوك يقتلك برصاصة مرة واحدة، أما المسخفون فهم يقتلونك في كل كلمة يكتبونها كل يوم مليون مرة…
ترى، لم لا يصمت هؤلاء المسخفون؟!