بقلم طالب الحقوق عبد الله حمود
يا فقيراً تداعت عليك الأممُ، نهبت أموالك وزرعت في قلبك الحَزَنُ
ما لك من نصيرٍ ولا صديقٍ ولا سند إلا رب كريم فيه ثقتك تضعُ
أتساءل في كل يومٍ أي ذنبٍ اقترفتُ لا الأذيةَ ولا السرقةَ ارتكبتُ
فارقني الأهلُ بِتُ وحيداً وانا في الشوارِعِ والطرقاتِ أتخبطُ
سيدي أرجوكَ قليلاً من «البقشيش»ِ أريدُ شِراء كِسرةِ خبزٍ بها الجوعُ أُسكِتُ
ولكن لا من مجيبٍ وبالشتائِمِ أُكرَمُ
أأبكي على نفسي أم على قلوبٍ أصبحت أقسى من الحجر؟!
مررتُ بأولادٍ يتهامسون وعلى ثيابي يضحكوا
لحقوا بي يُراشقونني بالحجارةِ وأنا من الخوفِ أركُضُ
رُحتُ واقِعاً على الأرضِ ومن الركضِ ألهثُ
فانقض الأولاد عليّ كالفريسة في يد المفترس بفقري عيّروني وبالضربِ ابتدؤوا
وانا أصرخُ يا اللهُ مالي سِواكَ سَنَدُ
لملمتُ جِراحاً فاقت القلبَ وتركت فيه أثرا
وأنا صغيرُ العُمرِ لا أقوى على محاربةِ القدرُ أقبل الشتاءُ والناسُ راحوا يتزودون…
وأنا من شدةِ البردِ بِتُ أتجمدُ
أنبُش النفايات لعلّي أكسِبُ شيئاً يُؤكلُ
فهذا الجسدُ النحيلُ لم يعُد يتحملُ
وهذهِ الثيابُ التي تكسوني لم تعد تنفعُ
أنظرُ إلى الناسِ في بيوتِهم بالدِفء ينعمون
وأنا بِعُلبةِ كِبريتٍ أُشعِلُ منها فتنطفِئُ
نفِذت عُلبةُ الكِبريتِ وأنا أُردِدُ واحسرتاهُ على فقيرٍ لا يملك أحدا
والدمعُ من عينيّ يسيلُ فيختلِطُ مع المطر
أحسستُ بتجمُدِ جسدي وفي القلبِ كسيفٍ يُغرزُ
أيقنتُ أنني مُفارقٌ لحياةٍ ظُلِمتُ بها
جراء أناسٍ قتلها الطمعُ والجشعُ
وقعتُ على الأرضِ وبدأتُ أحتضِرُ
فذكرتُ مقالةً كانت على لِسانِ أُمي تترَددُ
بِلادُ العُربِ أوطاني وكُلُ العُربِ إخواني
ولكن واحسرتاهُ على مقالةٍ كانت تُستخدمُ…
