بقلم الأديبة ريف حوماني
الأغلوطة العاقلة
كان الإيقاع مغريا
وساقاها تنفتحانِ وتنغلقانِ بانتظام رتيب
كان أبي ثملاً حين أنجبني
وكانت أمي تصقلُ سكرتَه
بفرسٍ محجّلْ
وكانت أمي تَرِقُّ لِسكرتِهِ
ترِقُّ له
ببدنٍ ناعمٍ
وعطشٍ لطيف
وتنفض عن رحَمِها المسترسلِ حنان الكون كلِّهْ
وكان الوقت …
بين التحريم والتحليل
كان الوقتُ أغلوطةً
(لها عقلٌ)
والجدرانُ ملأى بأسمائي
لم أَشِمِ الجدارَ بحرفيَ الرابعِ
كانت الشرفةُ نسقاً من الآهاتِ
يحدث من قيائها خلاف وحشتي
ويحدث من وحشتي أن تكون بطن لياليها أكبر حجما
ويحدث من تموضع المشيمة أن أكون أقصر حياةً
فلماذا لم يحدث من عطاء ربي حظر النبات والهواء بعدُ؟
ولماذا لم اجتزِ الوسط الحمضيّ بعدُ؟
ولماذا حملت احتياطا ضئيلا جدا
من عدم الإصابة بالشعر؟
لم اجتز الوسط الحمضيّ هناك
ولا هنا
أصبت بالشاهوق
والجدري
والحصبة
أُصِبتُ بالشللِ
ولم يقولوا إنها جينات الشعر بعدُ
لم يقولوا
لم يقولوا كم يدوم المخاض عادةً
لم يقولوا لماذا لم أصب بالإخصاب والتلقيح بعدُ؟
لم يقولوا
على رأس نطفتي كلماتٌ غيرُ مفهومةٍ
وخيالاتٌ مريرةٌ
وهشاشةٌ تتناوب بين المبيضين
…ولا تبيضُ
انا البعيدةُ
على رأس نطفتي قيودٌ مؤجّلةٌ
وانهيارات
لم اجمعِ الصبغيّات التي تؤهلني
لأن أرث عن امي زرقة عينيها
لم أرِثِ الشقرةَ الفاجرة
لم أرثِ الشّفة المتدليةَ من قضيب العنبِ
فلا تسالوني سرّ هذا الذبول الغريب
ولا سرّ التورم العجيب في حلمةٍ واحده
ولا هبوط خفقتي في حسا العذاب الرقيق
أنا البيضة المتطفّلة
أنقّب عن الجدار الرابع لأتّحد به
أستقلب خلايا وحدتي
وأرتبّها
كلٌّ مقابل الآخر
واتبادل معها السّماعَ
فلا يأتيني سوى نشيشي
وحسحسة قلبي فوق النيرانْ
أنا البيضة المنزلقة عن ماء زمزم
تحاول امي أن تسقيني
غير أني لم اعشق رجلا بعد
قبّلَني المسيحُ في فمي بعد اليُبْس
فأهتزّ كأنّه الجانّ
رميْتُ العصا والأياسر والايامن
لاحتضان حلمٍ مبينٍ
ولم أنجُ
أنا الإفراد دون الإضافةِ
أنا الضميرُ
لم أعشق رجلا من قبلُ
لم أعشق رجلا من بعدُ
انتظمتِ البيضةُ الملقّحةُ ذكراً في ممرّها اللولبيّ
واتّسق عند جانبيها الرجالُ
لم يولد رجلي بعدُ
كان أبي ثملاً حين أنجبني
كأسُهُ الرابعةُ هي الجدار
الرابع هو الجدار