فجرُ المَساءْ
بقلم الشاعر الطبيب محمد العتيق
بعثِرْ خُرافاتِ اليقينِ وَ أنكِرِ
وَ انظُرْ بعينِ الوَهمِ للمُتَنَكِّرِ
لمَّا طَعنتَ الضَّوءَ ذاتَ بصيرةٍ
حرَّفْتَ زاوِيَةَ الرُّؤى للمُبصِرِ
أنَّى اتَّجَهتَ فَثَمَّ بحرٌ مظلِمٌ
وَ متَى استَدرتَ جفَاكَ موجُ المُبْحرِ
يامَنْ تملّكتَ الظِّلالَ وَ سُقْتَهَا
عبرَ الصَّدَى ، وعصيتَ مجْرَى الأنهُرِ
جرّدْ نواقيسَ اليَبَاسِ منَ الدُّجَى
أسرِجْ غَمامَ النَّفسِ و اصْرخْ … أمطِري
لأَرَاكَ ممْتَطِيًا سَمَاواتِ المَدى
وَ تطوفُ سبعًا حولَ روحِ المِحورِ
تمتَدُّ في اليَّمِّ الظميءِ سَنابلًا
و تعيدُ تشكيلَ الظَّلامِ المُقمرِ
وَ اْرسمْ منَ الأنغامِ غَابَةَ أسطرٍ
تَغدُو بهَا الأنسامُ جنَّةَ عنبَرِ
حرِّكْ سُباتَ الكونِ ، أشعلْ وردَةً
لتكونَ عينَ الكونِ عندَ المَعبَرِ
وَ اعبرْ ضفافَ القَهرِ فوقَ جهالةٍ
لَملمْ فراشَاتِ الغَدِ المُتَبعثِرِ
هاقدْ عرفتَ الدَّربَ حلِّق نحوَهُ
وَ اطوِ المسَافةَ وَيْكَ لا تَتصبَّرِ
كنْ بيرقَ الأحلامِ صائدَ وحيهَا
أو ظِلَّ دوحٍ في هجيرِ مُسافِر
فَالأرضُ نسغٌ منْ مجرَّاتِ السَّنَا
أمعنْ بوجهِ الأرضِ عينًا وَ انْظُرِ
وَ أنَاي ومضٌ في غموضِ تَصَوُّري
وَ الوَمضُ سمتُ الشّاعرِ المتَبَحِّرِ