فلسفة السم…!
بقلم ريف حوماني
كلّ أشياء الغياب حاضرة حول المساء
السمُّ الأزرق الذي يسيل سيلًا من الأضواء
وأشير إلى سمٍّ لم يُخطئ غابة أخيلتي يوما
أشير إلى سمٍّ لم يسلم عليه وجهي لأنّه أرقُّ منه وألطف
أشير إلى سمّ يسيل من غير اعتصار في أبدٍ وأزلٍ ممسكين باكتمالهما
أشير إلى سمٍّ شاخص يتقدّم في ضلوعي كأنّه جناح
أشير إلى سمٍّ يقع على ظهري
وينشقّ عن أعذب ما يحمله حبيبي من الجنى والأوصال
****
كلّ زينة الغياب حاضرة تأخذ المساء إلى صيرورته وانفتاحه
الجلدة الرقيقة فوق دم العزلة الخالص
القبلة الشحيحة تطوّح نفسها على الأهداب
قصاصات الغطاء الملون التي تشرب غدائر طفولتنا،
وتطويني طيّة الشوق إلى الشوق ثم اليأس إلى اليأس
جرعات مجنون ليلى التي تطرق هدرًا باب الحكاية
ولا يجفّ ريقُها على الأسنان
****
كلّ دلائل الإعجاز حاضرة حول المساء
لحظة الانفعال التي يأخذني فيها الشّعر إليه ثمّ خُبُوّها على هيئة اختمار عقل يرتّب فوضاه
الهلوسة التي تهشّ للمستحيل ثمّ تطعن بسنانها عاليات الحلم
اللّغة التي أُتيح لها من السماء انصبابًا دامعًا
والكلمات التي حيّا الله طللًها وطلالتًها، ولم تطمح عيناها لسواه
****
كلّ الأشياء تتزلزل، وتمدّ أعناقها كنافض الحمّى حول المساء
الخسارة
والقمر الذي وصل إلى القمر ثمّ صدّتْه نيّةٌ، فعلا بي كما يعلو الماء بالزّبد ليقذفه
ليبعثره
ليفتّته
كلّ الأشياء تتزلزل، والقيامة حاضرة حول الغياب وحول المساء
القيامة التي طمّت على كلّ شيءٍ..
طمْتِ الغموض
وطمّتِ المعنى الذي وصلنا إليه من دون عناء!
****