القراءة تعالجك من الجنون والاكتئاب

من رحم القراءة يولد الفكر السليم

بقلم فاطمة عباس

قيل والقول حق:”أحب الكتاب لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني”. و لم يقل ذاك العاقل ما قال عبثا، فليس ثمة سفينة كالكتاب تنقل راكبها بعيدا بعيدا لعالم قد يكون أكثر واقعية من عالمنا..والجدير بالذكر هو أن أندر من الكتاب الجيد القارئ الجيد الذي يجيد اختيار الكتاب الذي سيبحر بين أسطره ويغوص في معانيه، معانيه التي قد تشكل بلسما يشفي به جرح جهله،أو نصائح تأخذ بيده وتضعه بعيدا عن طريق الزلات و العثرات وترسم له نهجا واضحا يسير عليه.
وتتجاوز القراءة حدود المتعة والمعرفة، نظرا إلى  ما لها فوائد عديدة تعود على الصحة العقلية والقدرات الذهنية..

وللقراءة فوائد جمة يأتي في طليعتها زيادة نسبة التركيز لدى القارئ، حيث ان العمليات التي يؤديها الدماغ في أثناء قراءة النصوص وتحليلها، تتنوع بين التأمل والتفكير والتخيل والتحليل و ربط الظواهر مع مفاهيمها،ما يؤدي إلى تنمية القدرات التأملية والتعبيرية الكتابية منها والشفوية،وتطوير القدرات التحليلية ورفع مستوى التركيز.
ثانيا: تساعد قراءة الكتب على تطوير القدرات الإبداعية لدى الإنسان، إذ إن القراءة تمكن الفرد من التفكير بشكل غير مألوف، وتمكنه أيضا من الإتيان بما هو غير مسبوق، نظرا إلى تجدد أفقه الثقافي والفكري المستمر نتيجة القراءة و الإطلاع.

وقد ربط العديد من المختصين بالصحة العقلية مدى تطور القدرات الإبداعية لدى الأفراد بمعدلات القراءة و المطالعة.
ولا يمكن أن نغفل عن ذكر أهمية القراءة في مقاومة الاكتئاب والتوتر، حيث ان القارئ يكتسب أبعادا فكرية جديدة قد تقلل من سلبية أفكار معينة اكتسبها بفعل بعض التجارب الاجتماعية والشخصية، وتعد القراءة إحدى مقاومات الأمراض العصبية البسيطة مثل الصداع و الأرق….والجدير بالذكر أن أحد أهم أسباب الكآبة الفراغ والوقت الضائع، فما إن نملأ هذا الفراغ بالغذاء العقلي ألا و هو القراءة، حتى تزول الكآبة ويختفي أثرها…
“تأبطت الكتاب وغبت فيه، فما أحلى الرحيل مع الكتاب”.. فليحمل كل منا كتابه بيده،ولنمض نحو السلام،فما نحمله في أيدينا ذخر لنا و سلاح نرفعه بوجه كل هواجسنا ..فليكن الكتاب السراج الذي يضيء داخلنا و يخترق كل الحجب مشعا في العالم حولنا..!