بقلم الأستاذ حسن حجازي
[إلى لمار]لا فرقَ بين مُوَدِّعٍ ومُوَدَّعٍ
الآن حزنٌ، أمسِ حزنٌ، والغدُ ..
أودعتُها وطنًا
عليَّ عليَّ لو انك استرشدتُه
لا يُرشِدُ
وطنًا
جزافًا أهرَق الطرقاتِ
إلا منفدًا- جهةَ المطار يُنَفِّدُ
بيدي الحقيبة ريشةٌ،
زادَ الحمولةَ أنّها في سحب قلبي تجهَدُ
يتسارعُ الدمُ في حذاء الوقت،
والأرقام في الساعات
ذئبٌ أَسودُ
لا تُشرعي عينيك لي منفى،
فلي منفى على صحو الضمير مُشيّدُ
عيناك رابيتان خضراوان
يسرحُ فيهما: النبعُ، الغزال، الهدهدُ
والدمعُ في عينيّ،
حين تودّعين كأنما
أيدٍ تلوّحُ لا يدُ
هي نصفُ دائراة الغيابِ وربما
كانتْ بقايا غارقين استنجَدوا!
لا تدرك العينان معنى أن ترى
حين المسافةُ: دمعتان … وأبعدُ …
للبُعْد خابيةُ الدموعِ، فمنْ
لمشتاقٍ، و(بحصةُ) قلبهِ لا تَسنُدُ؟!
وتلَوّحين…
يدور طاحونُ الزمان
يُقشّرُ الأيامَ .. ينكشفُ الغدُ
سأظلُ أحلمُ في انتظاري
لي طقوس تشظّياتي
لي الكتابةُ معبدُ
سأظلُّ مسكونًا بأشباح اللقاءات التي
يختارُها اللاموعدُ!