بئس الحكام هم! وبئست الشعوب نحن!

نص في الغباء السياسي والشعبوي

بقلم اريج شريم
أذكياء هم. سلبونا لقمة عيشنا حتى باتت شغلنا الشاغل. لم يتركوا لنا فسحة وقت للالتفات إلى ما أصاب حياتنا من بؤس. جل تفكيرنا منصب في كيفية تأمين قوت يومنا. وهم هناك جالسون يقهقهون، يتسامرون، يبذخون، يبذرون، ويمارسون شتى أنواع العهر السياسي والاجتماعي. كل ذلك عن سابق تخطيط وتصميم. فسياساتهم العفنة نصت على سحق كل سبل التحرر من قبضاتهم المتسخة بالرشى والعمالة والارتهان للخارج. ونحن لا نزال على غبائنا. نسد رمقنا بكسرة أمل متى خرج أحدهم من برجه العاجي وقرر أن يفيض علينا بسيل من كلماته الرنانة. ما زالت تنطلي علينا أكاذيبهم. إن انتفضنا يوماً ننتفض بإشارة منهم، وبإشارة أخرى ينطفئ وميض ثورتنا. وإن انتفضنا بقرار منا، عادت تبعات الانتفاض علينا. فلا زلنا لا نعي الجدلية القائمة بين الثورة ووعيها.نحن، لا زلنا نأمل أن بئرهم الفارغ سينفجر ينبوعاً بقدرة إلهية، وسيروي العالم من عذب مياهه. ربما نحن شعوب تخشى التجديد. لا بل بالتأكيد نحن كذلك، على قاعدة أن لا بديل عنهم. لا نجرؤ على الاعتراف أننا لا نستطيع تحمل تكاليف غيابهم. نحن، نتخبط في هموم معيشتنا اليومية، وهم منشغلون بتسوياتهم وصفقاتهم، وما من أحد منهم يلقي بطرفه علينا. فبئس الشعوب نحن، وبئس الحكام هم!