السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / ليلي…في عتمة النهار!…اعدمناها جميعا!

ليلي…في عتمة النهار!…اعدمناها جميعا!

ليلى… في عتمة النهار..اعدمناها جميعا!

بقلم الجامعية سارة ناصر
و أنظر من نافذتي، و إذ بي أرى ظلاما حالكا في وسط النهار!
أنام على وسادتي ليلا وإذ يطن في أذني أنين ما!
أفتح كتابا لأقرأ موضوعا ولكن وكأن كل المواضيع تتحدث عن موضوع ما!
قريتي تنازع، أطفال يئنون ،أم تبكي وجعا بقلب دميم فقد فقدت مهجة فؤادها و هي مكبلة الأيادي ،شاحبة الوجه،شائحة العينين تنظر بصمت بعيون تغمرها دموع جارحة إلى حال طفلة-ابنة السنتين- و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ما ذنب ليلى كي يكون عقابها ألم مرير يمزق جسدها وجعا؟ ماذا فعلت هذه الطفلة كي تقاسي هذا العقاب الشديد ؟
ما كان ذنبها كي تفرش الطرقات ليلا و أمها و أخواتها و هي تتمنى أن تسرق الغفوة لعلها تنسى قساوة النهار عليها !
ما الجريمة التي ارتكبها وجه برئ كوجه ليلى كي تموت جوعا؟ كي تصرخ ألما؟ أن تكون طفلة لأب جاحد، فاقد الرحمة،أسود القلب، يسرق كل ما تجمعه زوجته من أموال ضئيلة مقابل العمل في تنظيف المنازل ليصرفها على النساء والميسر و الخمرة من دون التفكير بأطفال دهسهم قطار المجتمع وكأنه حيوان مفترس لا يفكر إلا بنفسه…
ليلى تلك الطفلة التي أصيبت بمرض خبيث بدأ يذيبها كشمعة يوما بعد يوم ! هذا المرض الذي أنهك جسدها الضعيف! تلك الطفلة التي طردت من أمام مدخل المشفى و منعت من العلاج ،فقط لعدم وجود أي تأمين يغطي نفقات علاجها في المستشفى !
تئن ليلى ليلا و تتلوى على الرصيف من الوجع ، هذا الرصيف الذي احتضنها، بعد أن طردت اسرتها من منزلهما لعدم قدرتها على دفع الإيجار.
حزني على هذه الأم التي ترى و تشعر بآلام طفلتها و لكنها تقف حائرة ، يائسة،مكسورة… تحمل ليلى بين ذراعيها تضمها إلى صدرها، تسمع لهثاتها الأخيرة والدموع تملأ وجهها مودعة طيرا قد قسى الزمان عليه وأشربه العلقم ، لطفلة قد ارتاحت من عذاب الحياة و قساوة قلوب البشر!
على من أصب لومي ؟ و لمن أشكو حزني؟ من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء اتجاه طفلة كليلى ؟
هل أشير بإصبعي إلى الوالد القاسي؟ أم إلى المجتمع الفاسد الذي ما عاد يشغله إلا تفاهات ظن أنها من حضارات الغرب؟ أم إلى المسؤولين الذين لا يشغلهم إلا التربع على كراسي الحكم !
أين هو ضمير البشر الغافي ليداوي قلوبا قد طحنت بين مطرقة الفساد و سندان الطائفية.
فإني قد قدمت لكم صورة طفلة من لبنان..  لكن هنالك ألف صورة تشبه هذه الصورة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.