السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / جرح الجنوب…قانا

جرح الجنوب…قانا

  • جرح الجنوب”…قانا

بقلم نور الهدى قعفراني

قلت اسمها ..
فنادت قبب الجوامع
“يا للمواجع…”
لفظت قافًا
فردد جرس الكنيسة
“قاف قانا فريسة..”

فترنمت باسم رب قانا
واسترجعت..
ويلات المجازر..
وسافرت بالخيال شؤمًا
إلى حيث المقابر..
ونظرت..
امرأة تتلفع بمعجرٍ اسحم..
وفي يديها صليب
امتزج خشبه بالدم..
تعتنق أشلاء طفلٍ
وتتكئ على عصا عجوزها المسجّى
تنظر بعين املٍ
فلا تجد للأمل حجّة
فتعاود الانكسار..
اقتربت منها
“من أنت ؟!”
فأجابت :
“أنا زوجة الحُلم البريئ
أنا بيلسانة ..”
وغصّت بترياق الألم..
وعاودت لملمة الكلام..
“جرّعوني السّم الزعاف..
قتلوني!
عروسة بثوب زفاف..
وها أنا أجلد بسياط الذّكرى..
ثُكلت بأخي
واحترت بلمه من بين الاشلاء..
كان يغفو الحلم بكُمّه..
عليه خال خد الأنبياء..
اناغيه كنت..
ولكن ردت جراحاته بدلا من الشّفاه..
وعزفت كلماته لحن الشهادة
فكانت الولادة بلفافة بيضاء
طرزتها الدّماء..”
سألتها:
“من كان معك آنذاك؟!”
فقالت :
“خذلان العرب كان معي
ومعي عدوّي ..
نعم عدوي
غطاني بنيران القذائف..
وعندما استيقظت
اطعمني الهمّ لفائف..
وسقاني…
نعم ساقني وسقاني . .
و يا ليته ما رآني..
نزف جراح أمّي اراني..
وجرّعني الوجع..”
“ما اسمك؟!
أجبل صبر..؟!
فأجابت:
“لا بل أنا قانا..”
نعم هي صدى الحُب والحرب
قانا صدانا..
صدى الم وأمل
سنبلة نمت من لهب القذائف..
..هي..
هي جرح الجنوب..

بقلم نور الهدى قعفراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.