السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / سلوكيات المراهق… ودور المعلم…

سلوكيات المراهق… ودور المعلم…

سلوكيات المراهق ودور المعلم
في تنمية شخصيته

بقلم الجامعية بثينة ياغي

يعد السلوك البشري من أكثر الموضوعات التي شغلت ميادين علم النفس… بغية معرفة أصوله، و طبيعته، ومحاولة إجراء التجارب، والكشف عما يدفع الأشخاص إلى اعتماد سلوك معين، عبر تقصي الأسباب والدوافع.
ففي هذه المرحلة ( من سن 12 الى 18 ) يميل المراهقون إلى إبراز الشخصية وإثبات الرجولة او التلوث، محاولين افهام الآخرين انه قد أصبح بمقدورهم التعامل مع الأمور بمسؤولية وحزم …

المدرسة تأتي في مقدمة المؤسسات الاجتماعية التي تشكل وسطا صالحا لتحقيق أهداف سامية … و لكن الآن يشهد مجتمعنا العربي بوضوح، بسيطرة المادية واهتزاز القيم الأخلاقية …
فما هو الأسلوب الذي يجب اعتماده لإبعاد المراهق عن هذا الخطر ؟
هناك حاجات تؤثر في سلوك الفرد وطبيعته ، وتؤدي الى اختلال الفرد أو اتزانه.. فهناك دوافع اجتماعية ، و منها حاجة الانسان الى مباشرة جسمه لوظائفه ، و الحاجة الى الاكتمال البدني النفسي ، والحاجات النفسية الاساسية ، مثل الحاجة الى التجاوب العاطفي ، والحاجة الى التقدير و المكانة الاجتماعية، والحاجة الى النجاح و الانجاز ، والمغامرة و كسب خبرات جديدة، والحاجة الى الانتماء، والمسؤولية إزاء الآخرين…. وفي هذه المرحلة تظهر الانفعالات بشكل واضح، ويرجع ذلك الى التغييرات الغددية والفيزيائية التي تحدث إبان هذه المرحلة، حيث يعاني المراهق  من ازمة الوجود والهوية….
فمهمة المدرسة تتجلى من خلال معرفة المدرس بالتلاميذ، فكلما توطدت العلاقة بين المدرس والطالب، زادت معرفته بالتلميذ.. فالملاحظة اداة للوصف… والاختبار أداة للوصف ايضا…. وتنمية المدرسة لشخصية الفرد، تتطلب من المعلم ان يكون ممن يحبون عملهم، وأن يؤمن بالقية الانسانية… ويكون صديقا لتلامذته..  وعلى درجة عالية من المرونة، ويكون مدركا للنزعة الاستقلالية لتلاميذه المراهقين، فلا يسيء تفسير سلوكهم التحرري، وعليه ان يفصل بين مشاكله وعمله داخل الفصل، لئلا تضيع الفائدة من وظيفته التربوية… لكي يستطيع بالتعاون مع المدرسة تنشئة جيل صالح يركن اليه المجتمع…
و من الأمور التي تفيد في تنمية شخصية التلميذ : الجمعيات المدرسية، والبطاقة المدرسية، و الندوات و التوجيه و الارشاد (تربوي و مهني)…

ولتثبيت شخصيته، وتعويده على حل مشاكله بنفسه، على المدرسة ان تعي اهمية ترسيخ المبادئ الاخلاقية والوطنية لديه…  فاسلوب التدريس مهم، بقدر اهمية محتوى التدريس.
فهذه مرحلة صعبة تمر على الشخصية المراهقة.. وعلى مجتمعنا تقدير المواطن من صغيره ، لتطوير المجتمع، ومستقبل كل فرد…
فكيف يؤدي دور الاسرة والمدرسة إلى تنمية الإبداع عند الفرد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.