السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / لم أهزم بحرب حبك…!

لم أهزم بحرب حبك…!

  • لم اهزم بحرب حبك…!

بقلم الجامعية مريم علي بشروش

لا لم اهزم بحرب حبّك إنّما انسحبت ..نعم يا حبيبي ، انسحبت من حربٍ تعب فيها كل العسكر .. اتعلم من هم ؟ روحي انشلت وقلبي تصاوب و عقلي تجمد وكل احاسيسي اسرت من عسكر وطنك الماكر .. فأنا لم اتمكن من نسيان أيّام الحنين البالية ، بتُ ابكيك عند كلّ مقعد فارغ ، عند كل وسادةٍ عانقتها دموعي و عند كل زاوية شهدت على حبنا الكاذب .. حبنا الكاذب هذا وردة تحمل أشواكاً ثقيلة ، وردةٌ عبيرها موجع ، تبكي حزناً طامحا لهجرانك ، وردةٌ ربيعية ذابلة رميتها على رصيف مهجور في أوّل خريفٍ مضى ذ،والان مع قدوم الشتاء، سأنثر بقايا الضائعين في قلبي وأرميهم في محيط النسيان، أتعرف ايّ محيط؟ ذاك المحيط البعيد الخافت سأعطيه ما تبقّى منّي ليقذفه الى اللانهاي، وليست اللانهاية وحسب بل ليقذفه على شاطئ الجروح المستمدة من اشواك تلك الوردة الربيعية ، فحربك اوّل من علمني انّ الحب لعنة .. لعنةٌ حلّت بي ،لعنة بهيئة خيبة تجسدت بطعنة سكين مزقتني اشلاء ورمتني على ضفاف النسيان…

… خوفٌ ما عانقني و صوت موجع فيه أنين صرخ رفقاً بفؤادها ، فيا نار الخيبةِ كوني برداً و سلاماً عليها .. الخوف ، البرد و السلام ثلاث كلماتٍ تطيح بي ، الخوف يرفع رأسه مستهزئا بي ، البرد يتجسد في اعماقي، في اعماق عدوان المحبة التائهة والسلام يبتعد عني و يقترب في جلّ لحظة دوران الشمس حول أرضٍ لا تعرف الرحمة ، و لا تعرف كتمان الشعور ، بت أناجي ربّي: أوقف يا رب نزيف النار بذاكرتي .. نعم ، اناجيك ، ذاق قلبي الاسى من هذه النار المستعمرة ، هذه النار التي تنهش عظامي… التّي تغير على سنابلي الخضر… وولّدت بركاناً خامداً اخاف من ثورانه ، اخاف من ان تأسرني غياهب اللوعة ، اتعلم عن ايّ لوعة اتحدث ؟ لوعة هجرك .. إهمالك المستمر ، فأنا تلك الدمية المهملة بالغبار مرمية في درج لن تذكره الا وقت ضجرك ، و تسألني من اين تأتيكِ كل هذه الاحزان العابقة ؟ فأنا متعبة .. متعبة الى حدّ الالم ، لا اريد قربك ، حتى طيفك .. عطرك .. و ملامح وجه قمري لا اريدها ، فقط ما اريد البعد و حسب ، اريد ان اروي عطش صدري من مياه الحياة التي تخلو من املاحك المعدنية السامّة . تعال .. تعال و خذ يدي كأوّل مرّة و لكن دعنا نسلك طريقًا آخر ،طريقا اطول .. دعنا نسلك طريق الفراق بصدق ، فنحن لم نمارس طقوس الحب بطهارة ،لعلّنا نسلك طريق الفراق بسلام .. فأنا سأمشي بطريق اللاعودة و لا تنظر اليّ نظرة الفراق لانّي سانساك مع اول نسمة حرية تتنمق روحي بأروع لمسة تأحذني لعالم آخر .. عالمٍ لست فيه و السلام…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.