بقلم الزهراء أحمد زريق
إنْ كُنْتَ ضَعِيفًا لا يَعْتَرِفْ بِكَ العَالَم، وَلاَ يَحْمِيكَ العَالَم، ولا يُدَافِعْ عَنْكَ العالَم، حَتَّى البُكَاء لا يبكي عليك..
الذي يَحْمِيكَ هو قُوَّتُكَ وَشَجَاعَتُكَ وَقُوَّتُكَ وَسِلاَحُكَ وصواريخك وحضورك في الميدان.
إنْ كُنْتَ قَوِيًّا فَافْرِضْ اِحْتِرَامَكَ على العَالَم.
-(السيّد حسن نصر/الله..)
مُذْ أَنْ فَتَحْنَا أَعْيُنَنَا وَجَدْنَاهُ قَائِدًا، عَرَفْنَاهُ رَمْزًا فَأَحْبَبْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاهُ نَهْجا.. مَنْ أَنْتَ يا سَيِّدِي لِنَمُوتَ كُلَّ يَوْمٍ بِغِيَابِك؟! وَلِمَّا بَاتَتْ الدُّنْيَا فَارِغَةً مِنْ دُونِك؟! …
حَاوَلْتُ الكِتَابَةَ عَنْكَ فِي يَوْمَ اِسْتِشْهَادِكَ وَفِي بَاقِي الأَيَّامِ وغيرها وغيرها إلى أَنْ شَكَكْتُ فِي مَقْدِرَتِي بالكِتَابَةِ عَنْكَ يا عَزِيزَ الرُّوح.
أَتَعْلَمُ يا سَيِّدِي أنَّ مَعَ كُلِّ كَلِمَةٍ دَمْعَة ..
بَكَاكَ العَالَمُ..(الصَّدِيقُ والقَرِيبُ والغَرِيب)، الكَثِيرُ مِنْهُمْ تَفَاجَأ بِحُبِّهِ الكَبِيرِ لَكَ يا سَيِّدِي..
عَرَفْنَاكَ مِقْدَامًا قَوِيَّ القَلْبِ يَوْمَ اِسْتِشْهَادِ فَلْذَةِ كَبِدِكَ هادي عِنْدَ صُعُودِكَ المِنْبَرَ فَكَانُ خِطَابُ شَهَادَةِ نَجْلِكَ بَلِيغًا وَقَوِيًّا..
عَرَفْنَاكَ بِصِدْقِ الحَدِيثِ فَكَانَ العَالَمُ بِأَكْمَلِهِ يَنْتَظِرُ حَدِيثَك، وَنَجْلِسُ قَبْلَ سَاعَاتٍ أَمَامَ شَاشَاتِ التَّلفَزَة نَنْتَظِرُ إلى أَنْ تَهِلَّ عَلَيْنَا يا قَمَرَ العِيد..
كُنْتَ تَعْطِينا الأَمْنَ وَالأَمَانَ مِنْ بَسْمَتِكَ وَعَفَوِيَّتِك مِنْ حِينِ بَدْئِكَ بِالكَلاَمِ حتَّى قُرْبِ مَوْعِدِ الاِنْتِهَاء، نَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ لِأَنَّكَ كُنْتَ رَاحَتَنَا وَأَنِيسَنَا وَمُطَمْئِنَنَا الدّائِم …
لَمْ يَمُرَّ فِي العَصْرِ الحَدِيثِ قَائِدٌ زَرَعَ الوَعْيَ وَالحِكْمَةَ بَيْنَ جُمْهُورِه، اِمْتِلاَكُكَ لِقُوَّةِ الإقْنَاعِ لِبِيئَتِكَ وَحِكْمَتِكَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ المَقْدِرَةُ على اِمْتِلاَكِهَا..
بِلَّوْرَةُ أَدَوَاتِكَ فِي الفَهْمِ وَالقِيَاسِ وَالحُكْمِ على المَشَاهِدِ وَأَيُّ حَدَثٍ كَمَا كُنْتَ تَفْعَلُ يا سَيِّدِي..
بَكَتْكَ المَآذِنُ وَالكَنَائِسُ وَارْتَجَفَ عَرْشُ الطُّغَاةِ مِنْ مُجَرَّدِ النُّطْقِ بِاسْمِك..
جَمَعْتَ بَيْنَ الجِهَادِ وَالعَقْلِ والشَّجَاعَةِ والتَّضْحِيَة.
كُنْتَ شَخْصِيَّةً بِحَجْمِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ والإِسْلاَمِيِّ وَلَيْسَ بِحَجْمِ لُبْنَانَ فَقَط، كَتَبْتَ تَارِيخَ العِزَّةِ والكَرَامَةِ والصُّمُودِ والتّضْحِيَةِ والانْتِصَار..
اِسْتَشْهَدَ وَلَمْ يَمُتْ في الفِرَاش فِي مَعْرَكَةٍ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِل..
غَابَ شَخْصُهُ فَصَارَ أُسْطُورَةً لِلْمُقَاوَمَة.
ظَنُّوا أَنَّهُمْ سَيُطْفِؤُونَ نَورَهُ وَيَتَلاَشَى حُضُورَهُ فَخَابَ ظَنُّهُم، أَصْبَح الأَكْثَرَ حُضُورًا وَانْتِشَارًا لَيْسَ فِي لُبْنَانَ فَقَطْ إنَّمَا فِي العَالَمِ أَجْمَعْ وَفِي قُلُوبِ المَلاَيين..
فَالسَّلامُ عَلَيهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ بَاتَ حَيًّا يُرْزَقُ عِنْدَ الله وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا..
سَتَبْقَى الحَاضِرَ فِينَا “إنّا على العهد يا نصر/الله..