الجمعة , فبراير 21 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / صباح العزة، صباح الكرامة

صباح العزة، صباح الكرامة

بقلم د. رلى فرحات 

صباح العزة، صباح الكرامة، صباحنا اليوم لا يُشبه أي صباح.

طعم قهوتي اليوم مختلف،

أرتشفها على مشاهد أقدام الجنوبيين التي تضرب خُطاها كالرعد وعيونهم ثاقبة بانجاه أولى القبلتين، لا يُثنيهم تهديدٌ، ولا يُخيفهم وعيدٌ، ولا يُرضخهم كلام من هناك أو هناك. مذمة الكلام فينا نحن الجنوبيون مزيد من فخر وعزة. (إذا أتتني مذمة من ناقص فتلك شهادة لي بأني كامل)

أتنشقُ أريج الجنوب وقلبي يهلع لمعانقة شجرة التوت في باحة داري، الشامخة كالمنارة بين القدس وبيروت. لا أدري ألا زالت هناك تحرس البيت وتُسجل على أوراقها البطولات وتلفّ أغصاتها أجساد الطهر والعزيمة. أتوق لها لأستمع إلى وشوشاتها وقصص ملاحم لم يشهدها التاريخ إلا نادرا.

أستلذ طعم النصر، هذه النكهة الفريدة الخاصة بالشرفاء الأوفياء، وآسف على شريك يستمتع بجراحي، ولا يهتم بآلامي، ويسخر من مرارة بعدي عن تراب قريتي وكل الجنوب قريتي. قهري على تدنيس الأرض بمرتزقة العدو، بل قهري أكبر من كلام وقعه كالسياط في قلوبنا، ولم يجف الدم بعد!!!

وها نحن اليوم نعود وسنعود، نحن أصحاب الأرض وحماة العرض، سيبقى الهوى جنوبي والنسيم كرامة والقبلة قدس.