الجمعة , فبراير 21 2025
الرئيسية / علم نفس وادب اطفال / ” التعفن الدماغي”… الخطر الداهم على شباب لبنان

” التعفن الدماغي”… الخطر الداهم على شباب لبنان

.بقلم د. مازن مجوز 

“تعفن الدماغ” إنه الشعور الذي ينتاب مدمني الأنترنت بعد قضاء ساعات طويلة في التمرير من دون هدف عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مشاهدة محتوى منخفض الجودة. 

ففي عصر السرعة والإنبهار بالاضواء الافتراضية، تزدحم عقولنا بفيض لا متناهي من الصور ومقاطع الفيديو والتعليقات، في عالم رقمي يخطف الساعات منا دون أن نشعر، ليزرع فينا تأثيرات لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تحفر بصماتها في أعماق الفكر والإدراك.  

كلمة العام

هذا التعفن، هو المصطلح الذي يحمل في طياته مخاوف إنسانية بين إنحدار معرفي وفكري، حيث يسيطر المحتوى التافه للأسف على مدمني الانترنت، ويترك العقل ضائعا بين طياته. في هذا السياق، تفيد جامعة أكسفورد  أن “تعفن الدماغ” أصبحت كلمة العام بعد تحليل 26 مليار كلمة في المصادر الإنجليزية. 

مصطلح حقيقي من المفترض أن يثير القلق بالدرجة الأولى لدى ضحاياه من الأطفال والمراهقين والمراهقات، وحتى للفئات العمرية بين 18 و30 سنة و30- 45 سنة ، ولدى الأهل بالدرجة الثانية، ولدى المجتمع بالدرجة ثالثا . 

تنطلق هذه الظاهرة غير المرئية من حقائق علمية، وتشكل تهديدا لنواة الفكر لجيل الشباب اللبناني، وترى الدكتورة إيمان رزق المتخصصة في علم النفس العيادي أن المخاطر التي تحملها هذه الظاهرة تتمثل بعدة أوجه أبرزها أن المدمنين على الأنترنت يفقدون السيطرة على النفس ويصبحون ذات سلوك تهوري، ويفقدون حسن التصرف، ويصبح لديهم اضطرابات النوم واضطرابات السلوك، وأحيانا يصابون باضطرابات البدانة، حيث يتناولون الطعام اثناء اللعب (بألعاب الفيديو) أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتادون على الكسل الجسدي، وقد شهدنا الكثير من حالات الانتحار في صفوف عشاق “ألعاب الفيديو” خلال هذا العام . 

إكتئاب وشيخوخة

من بين الأعراض المتأتية من مشاهدة محتوى غير بنّاء، الإكتئاب لدى المراهقين الذي يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا على شبكة الانترنت، فيما يعد سببا من أسباب الشيخوخة والزهايمر عند من يصل إلى الفئة العمرية 45-55 من مدمني الأنترنت . 

أما في ما يتعلق بأبرز الخطوات العملية للحؤول دون الإصابة ب “تعفن الدماغ” وإصابة خلايا الدماغ بالضمور فتنصح رزق ب”التواصل المباشر” بيننا وبين الآخرين وهذا ما يجدد خلايا الدماغ، لأنه في العادة تنخفض نسبة التواصل والنقاشات وتقل الحوارات البناءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتضيف أنه في حال لم نكن نبحث عن معلومات معينة، أو نبحث في مصادر موثوقة، فالضرر سيلاحقنا، وفي النهاية نحن جالسون مقابل روبو، وهذا الروبو لا إحساس لديه، ومهما تطور الذكاء الاصطناعي ومهما تطورت مواقع التواصل الاجتماعي ستبقى تفتقر إلى الأخلاق وإلى الإنسانية وإلى الأحاسيس، وهذا يساهم في إفقادنا أحاسيسنا وإنسانيتنا، ويخف لدينا التعاطف مع الغير وهذا سيء جدا، ويرتد على الصحة النفسية بشكل سيء جدا ، ومن دون أن ننسى العاب تثقيفية وتربوية مفيدة تشرح للأطفال والمراهقين سلبيات وإيجابيات الأنترنت، وتعلمهم كيف نحافظ على صحة دماغنا وعلى صحتنا النفسية والجسدية، وكيف نتجنب التحول إلى ضحايا هذه الظاهرة من خلال ضبط عدد الساعات ومراقبة المواقع والفيديوهات والصور والتعليقات في عالم مفتوح ولا متناهي.

نقلا عن موقع الخبر حقوق الملكية 2025 للخبر