شعر الدكتور محمد سعيد محمد العتيق
(شاعر الشام والضاد)
نَوابضُ الضَّادْ :
__________
كأنَّ مجرَى الخَيَالِ النَّهرُ
وَانْخَفَضَا
يَجري كَجمرٍفويقَ المَاءِ
ثمَّ مضَى
*****
وَضاعَ خلفَ المَدَى،
فاسْودَّ معبَرُهُ
حتَّى غَدَا سَفَرًا
منْ حزنهِ انْقَرَضَا
*****
داعبْ صَدَى النَّايِ هَمسًا
حينَ تسمعهُ
فَكمْ منَ اللَّحنِ
لمْ نُدركْ لَهُ غرَضَا
*****
نَزْهُو بِتيهٍ ،
وَ مرضى منْ دَواخِلِنَا
وَنَحسَبُ الموتَ
فـيْ أَجزائِنَا عَرَضَا
*****
نَستَدْرِكُ الوَهمَ
حَتَّى نَقْتَفيْ أثَرًا
لو لمْ نَسَلهُ
عنِ الأحلامِ ،لانْقَبَضَا
*****
وجْهيْ خِمارٌ
وَمرآتي مُغَبَّشَةٌ
ضاعَ التَبَصُّرُ
منْ مَعنًى لَنَا غَمُضَا
*****
أستَبْصِرُ القلبَ
كيْ ينشَقَّ شاردُهُ
منْ ذِكرَيَاتِ دَمي
مسْتَقْبَلٌ وَ مَضَا
*****
للضَّادِ سِرٌّ
تَهَابُ النَّاسُ تَنطِقُهُ
جَناحُ كِبرٍ
وَفوقَ الريحِ ما مُهِضَا
*****
تَنَازَعَتْهُمْ سهام الخوف
فانْقرَضُوا
شَرَوْا ببَخسٍ
وما نَالوا به عِوضَا
*****
لمْ يَسمَعِ النَّهرُ
دمع المَاءِ منْ حَجَرٍ
لَمَّا تَفَجَّرَمنْ قيظٍ
وَمَا رَمِضَا
*****
المُزنُ روحٌ
سرَتْ فـي غيمَةٍ هطلتْ
وَ الرَّمضُ فـي الصَّيفِ
يَجتاحُ الثَّرَى بِرِضَا
*****
ذي سنَّةُ الله
لا فوضَى وَ لا عَبَثٌ
فإنْ رَضيتَ فذاكَ الحقُّ
فيكَ قَضَى
*****
فالغيثُ يَرْوي
بجَوفِ الصَّخرِنَملَتَهُ
كمْ منْ ظميٍّ
زُلالَ العقلِ قد مَحَضَا
*****
من يعشقِ الوقتَ
يدركْ سِرَّ فتنَتِهِ
وَالوقتُ عهدٌ
وَبئسَ العهدُ ما نُقِضا
*****
وَلا تكنْ بعدُ
إلَّا واثِبًا فَطِنًا
فالخوفُ ،إنْ
خالطَ الإقدَامَ مَا نَهَضَا
*****
أَراذِلُ الفِكرِ
أحجارٌ بِهَا ثَقُلتْ أفْواهُنَا
وَقَضَتْ منْ يأسهَا
حرَضَا
*****
وَحَيثُمَا حِرْتَ
فـيْ رأيٍ طَواعِيَةً
لِتَقبَلِ الأمرَ ، هلْ تَجفُو
كمنْ رَفَضَا ؟
*****
لا تَعْجَبَنَّ لحَرفٍ
ضَلَّ فـيْ وَرقٍ
كانَ البُغاثُ
لوَكنِ الصَّقرِ مُقترِضَا
*****
أُمْدُدْ غُصونَ
رياضِ الضَّادِ مُثْقَلَةً
وَافتحْ ربيعَ النَّدَى
يا شعْرُ مُعترِضَا
*******
العتيقُ