الجمعة , فبراير 21 2025
الرئيسية / إبداع وفنون / نَوابضُ الضَّادْ

نَوابضُ الضَّادْ

شعر الدكتور محمد سعيد محمد العتيق

(شاعر الشام والضاد)

نَوابضُ الضَّادْ :
__________

كأنَّ مجرَى الخَيَالِ النَّهرُ

وَانْخَفَضَا

يَجري كَجمرٍفويقَ المَاءِ

ثمَّ مضَى

*****

وَضاعَ خلفَ المَدَى،

فاسْودَّ معبَرُهُ

حتَّى غَدَا سَفَرًا

منْ حزنهِ انْقَرَضَا

*****

داعبْ صَدَى النَّايِ هَمسًا

حينَ تسمعهُ

فَكمْ منَ اللَّحنِ

لمْ نُدركْ لَهُ غرَضَا

*****

نَزْهُو بِتيهٍ ،

وَ مرضى منْ دَواخِلِنَا

وَنَحسَبُ الموتَ

فـيْ أَجزائِنَا عَرَضَا

*****

نَستَدْرِكُ الوَهمَ

حَتَّى نَقْتَفيْ أثَرًا

لو لمْ نَسَلهُ

عنِ الأحلامِ ،لانْقَبَضَا

*****

وجْهيْ خِمارٌ

وَمرآتي مُغَبَّشَةٌ

ضاعَ التَبَصُّرُ

منْ مَعنًى لَنَا غَمُضَا

*****

أستَبْصِرُ القلبَ

كيْ ينشَقَّ شاردُهُ

منْ ذِكرَيَاتِ دَمي

مسْتَقْبَلٌ وَ مَضَا

*****

للضَّادِ سِرٌّ

تَهَابُ النَّاسُ تَنطِقُهُ

جَناحُ كِبرٍ

وَفوقَ الريحِ ما مُهِضَا

*****

تَنَازَعَتْهُمْ سهام الخوف

فانْقرَضُوا

شَرَوْا ببَخسٍ

وما نَالوا به عِوضَا

*****

لمْ يَسمَعِ النَّهرُ

دمع المَاءِ منْ حَجَرٍ

لَمَّا تَفَجَّرَمنْ قيظٍ

وَمَا رَمِضَا

*****

المُزنُ روحٌ

سرَتْ فـي غيمَةٍ هطلتْ

وَ الرَّمضُ فـي الصَّيفِ

يَجتاحُ الثَّرَى بِرِضَا

*****

ذي سنَّةُ الله

لا فوضَى وَ لا عَبَثٌ

فإنْ رَضيتَ فذاكَ الحقُّ

فيكَ قَضَى

*****

فالغيثُ يَرْوي

بجَوفِ الصَّخرِنَملَتَهُ

كمْ منْ ظميٍّ

زُلالَ العقلِ قد مَحَضَا

*****

من يعشقِ الوقتَ

يدركْ سِرَّ فتنَتِهِ

وَالوقتُ عهدٌ

وَبئسَ العهدُ ما نُقِضا

*****

وَلا تكنْ بعدُ

إلَّا واثِبًا فَطِنًا

فالخوفُ ،إنْ

خالطَ الإقدَامَ مَا نَهَضَا

*****

أَراذِلُ الفِكرِ

أحجارٌ بِهَا ثَقُلتْ أفْواهُنَا

وَقَضَتْ منْ يأسهَا

حرَضَا

*****

وَحَيثُمَا حِرْتَ

فـيْ رأيٍ طَواعِيَةً

لِتَقبَلِ الأمرَ ، هلْ تَجفُو

كمنْ رَفَضَا ؟

*****

لا تَعْجَبَنَّ لحَرفٍ

ضَلَّ فـيْ وَرقٍ

كانَ البُغاثُ

لوَكنِ الصَّقرِ مُقترِضَا

*****

أُمْدُدْ غُصونَ

رياضِ الضَّادِ مُثْقَلَةً

وَافتحْ ربيعَ النَّدَى

يا شعْرُ مُعترِضَا

*******

العتيقُ