بقلم أنور الموسى ومواكبة فريق مجلة إشكاليات فكرية بالعراق
رسالة من وإلى الأستاذ رسول حسين يوسف
رسول حسين يوسف الأستاذ الصحفي (عراقي الأب، ولبناني الأم)، يقدم أنموذجا مشرفا عن المجاهد الذي يقاوم تحت الظل…. فهو متفان إلى درجة الذوبات… تجده كالنحلة ينتقل من نازح إلى آخر، ومن عائلة لبنانية تطلب الأمن إلى أخرى!
لدى تواصل طاقم إشكاليات فكرية معه، رفض الشكر، وقال: لا شكر على واجب… لا تشكروني على شكركم، فأنا حقا أشكر شعب لبنان وأبطاله… لا أحب الثناء، فإنما أجري على الله. ولا أرغب في التصوير… أو ذكر الاسم…!
بعد إلحاح طويل، قال له مراسلنا في العراق: من لا يشكر الطيبين أمثالك مقصر ورامي الجميل…!
إنه رسول… اسم على مسمى، لكنه هذه المرة رسول عطاء وتفان لا مثيل لهما…
لقد نسي النوم… تجاهل الراحة… ولدى سؤاله عن أمه، قال: لم أرها منذ أشهر… اطمئن عليها حين أكون وحدي سريعا… لماذا؟!
لم نسأل رسولا عن الجواب، لكن شهود عيان من النازحين للعراق ومن أبناء الشهداء والناجين من المجازر قالوها صراحة… رسول يمثل شعب العراق الأصيل الذي استقبلنا بقلبه قبل بيته… يمثل شعبا حضننا كما تحضن الأم ابنها… يرمز إلى طيبين فتحوا لنا منازلهم ومقاماتهم وحوزاتهم ومساجدهم وحسينياتهم… تسابقوا على استقبالنا كأنهم يرحبون بمحرري القدس أو الفاتحين الأبطال… تركوا لقمة الخبز من أفواههم ليقدموها لنا… تخلوا عن الاستشفاء لندخل المشافي ونتعالج في أرقى المستسفيات… فتحوا مدارسهم لأولادنا وحدائقهم لجرحانا… وكرموا نساءنا خير تكريم… وجدنا فيهم الحسين عليه السلام وقد نهض ليضمد جراح المظلومين… وجدنا في مشاعرهم أمومة فاطمة الزهراء وزينب بنت الحسين عليهما السلام… دخلنا فعلا في بيوت آل البيت عليهم السلام… ها نحن نجلس آمنين في بيت النبي محمد ونشاهد كل محبيه وآل بيته ونبلهم… وها نحن نفوز بتعالم الإسلام والسيرة النبوية المطبقة أمامنا خير تطبيق… نسمع كلام آل البيت وهو يصدح بالحق والكرامة… نسينا جراحنا وآلامنا واطمأننا على أطفالنا…
رسول هذا أمثاله لا يحصون في العراق وكربلاء… فحين يعرفونك أنك من لبنان، يسارعون إلى تضميد جراحك، كمن التقى بأخيه الغائب أو والدته المتوفاة أو والده العائد من عمل شاق…
رسول يستقبل الجميع كما أهله وكل العراق.. لا يسأل النازح من اين أتيت وما مذهبك وطائفتك… وحزبك… ولا يسأل ماذا تريد… يمشي ويمشي في الأسواق لتأمين طعام ودواء وحتى خطوط هاتف... لا يترك الوافد إلا وقد اطمأن على وجوده في بيت يؤويه… ولا ينسى طالبا إلا ويسعى له في دخول مدرسة وجامعة… لا ينام ولا يهدأ إلا لماما… يقول أتضايق كثيرا لأني لا أستطيع الرد على كل الوافدين بسبب انشغالي بإخوانهم، ولكني أرد عليهم بوقت لاحق…
وفي مشهد لا يخلو من دلالة، ردد المجاهد رسول والدمعة تنذرف من عينيه… لا تشكروني بل أشكركم لأنكم تعرفونني أكثر إلى الله والنبي محمد وآل بيته… سأشكركم أكثر حين نصلي في القدس وتتحرر كل فلسطين.
ثم أرسل رسول العراق هذه الرسالة ردا على من يشكروه ويكتب له كلمات شكر على يافطات كبيرة…
#الناس_للناس
#اترك_أثرا
#أزرع_بسمة
أشكر الله شكرا على عدد مخلوقاته في السموات والأرض… شكرا على توفيق الله لي… شكراً يارب على العمل الذي أوهبتني إياه وهو تسهيل أمور ضيوف العراق من اهل لبنان، شكراً للناس من أصغر مقام إلى أكبر مقام من جميع فئات طبقة المجتمع اللبناني الذين أشادوا بمهمتنا من مسؤولين في الدولة والمقاومة من الحزب وحركة أمل إلى القضاة والدكاترة والأساتذة والاعلامين وغيرهم من الطبقة المؤثرة… إلى الناس البسطاء. شكراً للشباب والبنات من دولة لبنان الذين دخلوا معي في الخط نفسه، عملنا من اول خطوة هو مد أيادينا البسيطه إلى اهلنا وناسنا الضيوف… وما نفعله هو جزء بسيط أمام ضيوف يزيدوننا شرفا وعزة وكرامة وأجرا بخدمته…
فالحمد والشكر لله مجدداً دائماً وأبداً