السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / حين يجف ثدي الأم..!

حين يجف ثدي الأم..!

بقلم د. رلى فرحات 

حين تهرم الطفولة في المهد
ويشيب الشعر اليوم قبل الغد
وينحني الظهر قرب اللحد
حين يُصبح الإنسان رقما للعد
ويتذوق الموت حلاوة كالشهد
وتتسابق الأرواح نحو المجد
حين يصير الكفن غاية السعد
ويُخنق الجنين بإصرار ورصد
وتُقتل الأولاد في حضن الجد
حين تُسبى النساء وتُترك للجلد
وتُنكّس الرجولة في أخذ و رد
وتُخلف الوعود ويُذبح العهد
حين يكثر الخذلان، ويعلو البنيان،
حين تنهار القيم، وتفرط القمم،
حين تهطل الدموع وتتكحل بها الربوع
حين يجف ثدي الأم من كثرة الخضوع
حين تنكسر عُكاز الشيب في جهل الجموع
حين تُلغى مفردات الشرف وييرز الخنوع
حين سقف الطموحات في ضوء الشموع
حين يكبر الولد وهو في الفقد المفجوع
حين يكتب اسمه على ساعده الموجوع
حين يُشوى بالقصف الهمجي المشروع
حين يقاوم بمعدة خاوية وينهكه الجوع
حين وحين وحين واللائحة للقهر ينبوع

السلام على الإنسانية في زمن الخضوع
والويل كل الويل لكل فاجر جربوع
أين قرآن محمد؟ أين إنجيل يسوع؟
أين من كان دينا وأصبح طبلا مرقوع؟
أين من كان هدفا وصار ماضيا مرفوع؟
أين مستقبل أمة للهزيمة صوت مسموع؟
خسئتم من بشر على كوكب مقموع
حين تهرم الطفولة في المهد، اعلم أيها الجعجوع
أنّ لها صوت لن يُخرسه ظلمك مهما جمّلت الموضوع
صوتها عند خالقها رغم أنفك مسموع مسموع مسموع
وغضب الإله يقلب عاليها واطيها في لحظة خشوع
حلول الأرض إذ انتهت، فأعلم عدله قريب يشوع

رُلى فرحات

سنة وما زال الوضع على ما هو عليه بل إشتدد إجراما وتنكيلا