بين حادثة امستردام… و الإبادة في غزة و لبنان .. “بوغروم” بسمنة و “بوغروم” بزيت
بقلم الصحافي باسل رحال
بوغروم امستردام
بوغروم ٨ نوفمبر
البوغروم كان مخطط له
هكذا عنونت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما حدث في امستردام، اي رد على اليهود… اي اشكال ولو كان فرديا.. يسمى بوغروم!
البوغروم:
البوغروم هو مصطلح روسي يعني “التدمير” أو “الاعتداء العنيف”،يدل على المجزرة أو المذبحة ضد البشر على يد إرهابيين عنصريين. ويشير إلى الهجمات المنظمة ضد الجماعات العرقية أو الدينية، وغالبًا ما يستهدف المجتمعات اليهودية في روسيا وأوروبا الشرقية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. كانت هذه الهجمات تتضمن أعمال عنف مثل النهب والقتل والحرق، وغالبًا ما كانت تتم بموافقة أو بتغاضٍ من السلطات.
استخدمت إسرائيل مصطلح “البوغروم” حصريًا للدلالة على الاعتداءات التي تستهدف اليهود حول العالم، وعملت على تعزيز هذا الاستخدام في القواميس والموسوعات مثل ويكيبيديا، وعلى الإنترنت بشكل عام.
ما بين ٧ أكتوبر و ٨ نوفمبر:
قبل يومين من كتابة هذا النص، كان آخر “بوغروم” ضد اليهود هو هجوم ٧ أكتوبر، أما اليوم، فأصبح آخر “بوغروم” هو هجوم أمستردام في ٨ نوفمبر.
نعم، عزيزي القارئ… بكل وقاحة “وليست بالجديدة طبعا”، قام الصهاينة بتصنيف الحادثة، التي كانت رد فعل على عنصريتهم ونجاستهم، كـ “بوغروم”.
كيف تنتقم اسرائيل من البوغرومات المرتكبة بحقها…
باغتصاب ارض فلسطين و إبادة شعبه
على مرأى العالم أجمع.. نشاهد افظع المجازر في غزة منذ أكثر من عام… وفي لبنان حاليا منذ أكثر من شهر.
إذا كان ما حدث لليهود عبر التاريخ يُسمى “بوغروم”، فماذا نسمي ما يحدث لأهلنا في غزة الآن؟ يجب أن نبتكر مصطلحًا يعبر عن حجم المعاناة والمجازر المستمرة بحقهم.
عندما يتعرض اليهودي لصفعة، يُطلق على ذلك “بوغروم”، بينما تُسمى المجازر المتواصلة واغتصاب الأرض من قبل إسرائيل “دفاعًا عن النفس”. حقًا، هزلت.
هل هي بداية النهاية!
هل ما حدث هو عبارة عن عصر بداية النهاية، بداية نهاية عجرفة إسرائيل. بعد ٧ أكتوبر، تغير كل شيء. أصبح اليهودي عرضة للخوف والتعرض للمخاطر.
على الرغم من كل شيء والامتيازات التي قدمها الغرب لإسرائيل، فإن الناس اليوم أصبحوا أكثر وعيًا ويرون بأم أعينهم إرهاب إسرائيل. هذه هي بداية محاسبة الشعب لهم. وكما كان الحال دائمًا، ستظل إسرائيل تلعب دور الضحية، وكأنها ليست هي نفسها أكبر جلاد في عصرنا الحالي.
مشجعو فريق كرة قدم إسرائيلي اعتدوا بالضرب على مشجع فريق اخر في اليونان دون أن يحرك العالم ساكنًا. لكن عندما سُحلوا على يد الأبطال المغاربة في امستردام، أصبح ذلك “بوغروم”. مع العلم أنهم هم من افتعلوا المشاكل، مزقوا علم فلسطين هناك وهتفوا بعبارات معادية للعرب. لم يتهمهم أحد أو يحاسبهم على معادات العرب. وعندما يتم الرد عليهم بالكلمة أو العبارات أو الشعارات، يُتهم الآخرون بمعاداة السامية.
سلمت الأيادي التي ضربت وسحلت وصوّرت، وسلم اللسان الذي أجبرهم على قول “فلسطين حرة”، لأنها كانت وستبقى حرة. ولينفعهم البوغروم.
.
باسل عادل رحال