استراتيجية اسرائيل في محاولة قطع الصلة الروحية بين الشعوب و إيمانهم بنصرة إلههم
باسل عادل رحال
انتشر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو للحاخام الاسرائيلي يوسي ميزراخي حيث دعا فيه إلى تطهير البلاد التي سيحتلونها (مشيرا إلى لبنان مثلا) من أماكن العبادة على حد قوله… مقتبسا من كتابهم المقدس التوراة: لا تتركوا شيئا ،أي معبد بينكم.
طبعا هذه ليست الدعوة الأولى… ولن تكون الأخيرة… فما هي إلا استراتيجية يعتمدها العدو في حربهم النفسية.
لزرع بذور الشك،والخوف!
نصوص من العهد القديم تأمر بالعنف والقتل
ومن جانب آخر، فإن هناك نصوصاً كثيرة من أسفار الكتاب المقدس وتحديداً التوراة تأمر بالعنف وقتل البشر من غير تمييز بين الذكر والأنثى، ومن غير تفرقة بين المقاتلين والنساء والأطفال والشيوخ، فضلاً عن ذلك فإنها تشرح بصورة لا لبس فيها الإستراتيجية الحربية المطلوب العمل بها عند دخول اليهود المناطق والمدن المراد الاستيلاء عليها: «فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة» (سفر التثنية 18: 28).
الحاخام الذي قال إن تدمير مقدسات العرب سيمنعهم من الاعتقاد بأن الرب بجانبهم
دعا حاخام أميركي إلى قتل العرب رجالا ونساء وأطفالا، وتدمير مقدساتهم، وذلك في رده على سؤال في عدد مايو/أيار-يونيو/حزيران 2009 من مجلة “مومنت” (Moment) الأميركية في قسم بعنوان “اسألوا الحاخامات”.
وقال الحاخام مانيس فريدمان في رد على سؤال عن كيفية معاملة اليهود لجيرانهم العرب “أنا لا أومن بالأخلاقيات الغربية التي تقول لا تقتلوا المدنيين أو الأطفال، ولا تدمروا الأماكن المقدسة، ولا تقاتلوا أثناء الأعياد ولا تقصفوا المقابر ولا تطلقوا النيران حتى يبدؤوا هم بذلك”.
وأضاف فريدمان، وهو حاخام بمعهد “بياس تشانا” للدراسات اليهودية بولاية مينيسوتا أن “الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمروا مقدساتهم، واقتلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم… فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن الاعتقاد بأن الرب إلى جانبهم”.
أما بن غوريون فقال: لا بد من وجود استمرارية ليشوع بن نون إلى جيش الدفاع الإسرائيلي
الفكرة التي تبناها نتنياهو و ذكرها في أكثر من مناسبة
كما و ذكر أنه لا يمانع “الترحيل بالإكراه” .
اي النكبة ، بدءاً من مجزرة دير ياسين وغيرها وصولا إلى غزة ٢٠٢٤
بالنسبة للصهاينة فهم يؤمنون بأن “يشوع” عند اقتحامه أرض كنعان -فلسطين التاريخية- مع جيشه من بني إسرائيل، لم يُبقوا عِرقا ينبض بالحياة في كل المدن التي اقتحموها. فبعد أن أخذوا أريحا “حرَّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف.. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها”. [7] والتحريم هنا معناه الإبادة، وكذلك فعلوا بـ “عاي” التي يحكي النص أن “يشوع” أحرقها “وجعلها تلا أبديا خرابا”. [8]
ولا ننسى ما أشار له المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في دراسته عن تاريخ اليهود واصفا طبيعتهم بالوحشية ،مناقشا أيضا سلوكيات و معتقدات و ممارسات مثيرة للجدل
في كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الاولى الصادر عن دار الرافدين
حتى مقام نبيهم… ابن اسرائيل نبي الله بنيامين لم يسلم من بطشهم
كما ذكرنا في المقالة السابقة.
اذا… دعوات العدو “لتطهير” المقدسات ما هي إلا استراتيجية لمحاولة قطع الصلة الروحية بين الشعوب و
إلههم… في محاولة بائسة لزعزعة إيمانهم، ظنا منهم أن
الشعوب ستتوقف عن الإيمان بأن الله إلى جانبهم.
بعد أن ينسفوا و يدمروا مقدساتهم.
لن نسهب في الحديث لنسف هذه الادعاءات… يكفي مشاهدة رجال المقاومة في الميدان… يكفي مشاهدة ردود أفعال المؤمنين في غزة و لبنان من مسلمين و مسيحيين على بطش العدو فقد ملأت المشاهد فضاء الانترنت.
ختاما، كل هذا الإرهاب والترهيب والاجرام هو فقط للتخلص من ثبات و مقاومة أصحاب الأرض.. الفلسطينيين واللبنانيين.
الحل في الوعي.. الثبات… والمقاومة!
باسل عادل رحال
مصادر:
موقع الجزيرة نت
Ikhwanonline