السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / علاقة البنك الدولي بالحروب في المنطقة.. لبنان وغزة تحديدا

علاقة البنك الدولي بالحروب في المنطقة.. لبنان وغزة تحديدا

علاقة البنك الدولي بالنزاعات والحروب في المنطقة، خاصة لبنان وغزة

بقلم د رلى فرحات 
لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة تدفع البنك الدولي لفرض إصلاحات صارمة كشرط لأي دعم، ما يؤدي إلى تقليص الإنفاق على الخدمات العامة وخصخصة القطاعات العامة. هذه التدابير تزيد من الضغوط الاقتصادية على الشعب، مما يفاقم الأزمات الاجتماعية ويهدد بحدوث اضطرابات داخلية. كما يعزز البنك الدولي سيطرة الطبقة الرأسمالية، مما يزيد من عدم المساواة والفساد، ويعمق هشاشة الأوضاع السياسية.
أما في غزة، فالوضع مختلف بسبب الحصار، ما يجعل سياسات البنك الدولي أقل تأثيرًا. يدعم البنك إعادة الإعمار بشروط تشترط انفتاح السوق بما يخدم الربح، وهو ما لا يتناسب مع الحياة في غزة. وبما أن البنك الدولي مرتبط بالقوى الكبرى، تمارس الدول المانحة ضغوطًا عليه لتوجيه المساعدات بما يخدم مصالحها، في حين تجد الشعوب نفسها ملزمة بسياسات تقليص الإنفاق وزيادة الضرائب، مما يعمق المعاناة الاقتصادية ويزيد من احتمالات النزاعات.
الرأسمالية عبر البنك الدولي تؤدي إلى زيادة التبعية الإقتصاديّة، وتقليل استقلاليتها، مما يؤثر على إستقرار الدول ويدفعها نحو إتخاذ قرارات قد لا تخدم مصلحة الشعوب. في لبنان وغزة، يزيد البنك الدولي من تعقيد الأوضاع الإقتصاديّة ويُعزز من إحتمالية النزاعات بسبب الشروط الصارمة التي تُفرض لتحقيق المساعدات، لى سبيل المثال (التعليم العالي للنخبة) – كما وأنّه يتدخل في المناهج التعليميّة بأجندات خارجيّة قد تطرح مواضيع تتعارض مع القين والتقاليد المجتمعيّة ويسعى لتمريرها عبر فرضه لشروط المديونيّة!!
يعتمد أماكن مثل غزة ولبنان بشكل كبير على المعونات والمساعدات الدوليّة. ويرتبط هذا التأثير بالعديد من العوامل الإقتصاديّة والسياسيّة والإجتماعيّة التي تدعمها الدول الكبرى والشركات متعددة الجنسيات الطامعة في خيرات هذه البلدان والتي تقتضي مصالحها التوسعيّة قي تأجيج الصراعات الداخليّة والخارجيّة.
هذه الصراعات الطويلة الأمد يُمكن أن تخدم مصالح الرأسماليّة من خلال إبقاء المنطقة في حالة من الإضطراب. فإعادة الإعمار في غزة بعد كل تصعيد عسكري يُعد فرصة للشركات التي تحصل على عقود مربحة. كما أنّ لبنان، يُعاني من ضغوط إقتصاديّة مرتبطة بالرغبة في السيطرة على موارده من الغاز البحري، وغزة تواجه حصارًا خانقًا يؤثر على مواردها الطبيعيّة وصيد الأسماك. وهذا ما يُسهم في جعل المجتمع المحلي تحت وطأة ضغوط إقتصاديّة شديدة خاصة الآن في ظل مجريات الحرب الضروس التي يخوضها الكيان الصّهيوني الغاصب ضد لبنان وتداعياتها على الأوضاع الإقتصاديّة والإجتماعيّة والنفسيّة.
يمكن القول إن الرأسماليّة العالميّة تؤثر في إستمرار الصّراعات وتدفق الدعم أو فرض القيود، ويترك شعوب غزة ولبنان في حالة من عدم الإستقرار الإجتماعي والسياسي، مما يجعل تحقيق السلام والتنميّة المُستدامة أمرًا صعبًا وشبه مُستحيل.