إلى الأستاذ الدّكتور أنور الموسى، المناضل الشّامخ، صاحب القلم الحرّ والكلمة المدويّة،
د.تهاني جميل شعيب
تحيّة تقدير وإجلال إلى من جعل من قلمه سلاحًا، ومن كلماته عهدًا، ومن مواقفه شعلةً تضيء دروب النّضال والمقاومة.
حين رأيت في تعريف صفحتك الفيسبوكية عبارة: “مع المظلومين والفقراء ضد الظالم مهما علا شأنه”، أدركت أنّني أمام رجل لا يجعل من القول شعارًا، بل يجعله طريقًا ونبراسًا في كلّ خطوة يخطوها، وفي كلّ كلمة يكتبها. هذا التّعريف لم يكن مجرّد عبارة، بل ترجمته مواقفك المشرّفة، ومقالاتك الجريئة، ومنشوراتك الصّادقة التي تطلقها كالرّصاص كلّ يوم في وجه العدوّ الغاشم وفي وجه الباطل والغطرسة.
ورغم كل محاولات الحظر المتكرّرة التي تعرّضت لها صفحتك، ومنعك المتكرّر من النّشر بسبب مواقفك الدّاعمة للمقاومة وللمظلومين، فإنّك لم تتوقّف عن المثابرة والتحدّي. لم تمنعك هذه القيود من مواصلة مسيرتك، والإصرار على الكتابة والمقاومة بالكلمة والموقف الصّادق.
في الحقيقة تابعت منشوراتك منذ فترة طويلة، وأجد نفسي أترقّب كلّ حرف تكتبه، وكلّ مقال تنشره، وكأنّني أبحث في كلماتك عن سلاحٍ يشفي غليل قلوبنا الجريحة تجاه الظّلم المستبد. أنت لم تجعل من قولك شعارات جوفاء، بل أثبتّ بحروفك الشّجاعة ومواقفك الرّاسخة أنّك صوت الحق وسط هذا الضّجيج، وأنّك مع كلّ مظلوم ضدّ كلّ ظالم، مهما كان جبروته.
. لقد وجدت فيك رجل الموقف، والضمير الحيّ الذي يقف بثبات ضدّ كل طاغية.
أنت البطل الصّامد بقلمك في وجه الظّلم، سلاحك الكلمة الصّادقة، وحروفك شعلة الحق التي تنير عتمة الظلم
أنت رجل الشجاعة والنبل، صاحب المواقف النبيلة، والمدافع الدّائم عن الحق والحقيقة، والرّافض لأيّ عدوان او استبداد. لا تكفي الكلمات لوصف تقديري لك، ولا الوصف ينصف عمق احترامي.
أدامك الله سيفًا في وجه الظلم، وضميرًا حيًا في وجه كل طغيان.
د.تهاني جميل شعيب
رد د. أنور الموسى على رسالة د. تهاني شعيب
تحية حرية ونصر بإذن الله…
وبعد…
لقد قرأت رسالتك وكلماتك الأصيلة التي تنطوي على وفاء وإخلاص واحترام… وتذكرت حضورك المميز في كلية الآداب بزحلة، حين كنت تحضرين بانتظام إلى محاضراتي، وتؤدين بأكمل وجه واجباتك وأبحاثك…
وسررت أكثر حين غدوت زميلة لنا، حاملة لقب دكتوراه… وهو فرح يلازمني دوما حينما أجد طالبا من طلابي وقد تخرج أو تقدم في العلم والحياة.
وبالعودة إلى رسالتك، ترددت في بادئ الأمر بنشرها كي لا يقال: إنني نرجسي أهوى الإطراء… ولكني عدت وقلت في قرارة نفسي: فلتبق ذكرى لي مع هذه الكاتبة المتألقة، كون الحياة تمر سريعا ولا يبقى منها سوى الذكريات.
ومع ذلك، أقول لتهاني طالبتي: لا تشكريني على مواقفي وكتاباتي، بل اشكري ملهمي الثائر المجاهد المقاوم الذي يقدم دمه رخيصا ليبقى مداد قلمي يرسم أساطير العز والكرامة والعنفوان.
اشكري الفلاح المكافح والمظلوم المناضل والأم الحزينة، ووالد الشهيد وزوجته وأطفاله وأحبابه.
اشكري العامل الكادح والطفل الجائع البائس وأهل غزة المظلومين… اشكري عائلات كاملة محيت من السجل لتنتقل إلى عالم الخلود والفردوس الموعود.
لا أطلب أبدا شكرا على واجب.. فواجبي الدفاع بقلمي عن شعبي وأحبتي.. امدحهم حين يفوزون، وأرثيهم حين يتألمون وينالون ما يطلبونه من شهادة وعز وكرامة..
أحمد الله لأني حر لا يملي علي أحد رأيا أو فكرا… حر لا أسعى لمنصب أو قيادة، حر في عملي الشريف وخبزي النظيف … أرتدي ما أشاء، ولا أكترث بقيد المناظر الزائفة.. امدح من يستحق المديح وأهجو من يفسد في الأرض والعباد والبلاد، حتى لو كان من طائفتي وأهلي..
لقد ذقت مرارة الحياة طفلا، وكدح الأهل والحرمان… كافحت شابا ونجوت من لعنة الأحزاب وقيودها… عانيت ولا أزال… ولكن قلمي سلاحي الوحيد ضد من سرق مستقبلنا وأحلامنا كما تسرق إسراييل أرواحنا.
أما عن التزامي بقضية فلسطين والجهاد، فهذا يعد ركنا من أركان إيماني بعودة فلسطين واللاجئين إلى ديارهم… وإيماني بضرورة عودة قيم الحق والعدالة التي داستها أمريكا ومدللتها إسرائيل!
فأنت يا تهاني حينما تقرأبن ما أنشره وتعجبين به، تقرأين صوت ضميرك الحي، وتعجبين بصور الأخلاق والكرامة…
ولذا أيتها الزميلة الطموحة، لا تشكريني… اشكري كل مظلوم صابر صامد… ليحقق آيات الحرية والعدالة والمساواة…
دمت يا تهاني، ووفقك الله…
أنور الموسى