بقلم د رلى فرحات
في ظل هذه الظروف، من الطبيعي أن تختلج في صدورنا مشاعر الخوف والقلق والتوتر والضياع. وأن ينشغل تفكيرنا بأخبار الحرب ورسائلها المتواصلة على مدى ساعات اليوم فنعيش بحالة من الترقب والحذر.
أرجو أن تتركوا مساحة لأنفسكم بالأحاديث الهادئة والروحانيات الإيمانية وأن تنسجوا حولكم جدار يقيكم من إنكسارات هذه الحرب الضروسة التي تتحول لتكون إبادة “مشروعة” لكل ما هو جميل من بشر وحجر وشجر ومعالم أثرية، فالعدو يخاف شموخ أعمدة بعلبك ويقين بنيامين بأخيه يوسف، فتتسارع طائراته الغاشمة لتدمير المقامات ومعالم الحضارات التي توارثناها منذ مئات وآلآف السنين.
أرجو أن لا يُصيبكم التبلد (الجمود) العاطفي وتُصبح عادة أن نرى الدمار ونسمع بإرتقاء الشهداء والعديد العديد من الإصابات والجرحى.
أرجو أن ترفضوا أن نكون أرقاما حيث تجاوز عدد جرحانا مساحة الوطن ولف الحزن سمائه. نحن لسنا أرقاما تتزايد كل يوم على صفحات وزارة الصحة والمحطات الإخبارية. نحن وطن، جسد واحد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. نحن شعب يدافع عن حقه في أرضه وداره وزيتونه وورده وياسمينه…
مُصابنا جلل وإيماننا بالنصر يفوق وصف كل قاسي وداني، وإيماننا بالرجوع إلى ربوع أراضينا وديارنا ثابت ثابت، يقينا لا تزعزه أبواق العهر والإسترجال.
نحن وحدة واحدة وسنبقى هنا مهما اشتدت الشدائد، ونرفض أن نتحول إلى عداد يزيد كل يوم بدم بارد وبدون أن يرف جفن مشاهد … حوالي ٨ مليار بشري يرى ويسمع على قاعدة (بعد حماري ما ينبت حشيش) والصمت أبلغ مراتب الكلام …
غدا تستفيقون جميعا على الخبر، متفاجئون بل مصدومون، وتسابقون لرأب الصدع … هيهات هيهات بين إيماننا وتزلفكم.
وإن غدا لناظره قريب والسلام ..
رُلى فرحات