بقلم أ.د. محمد محسن- عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والإعلام والعلوم الاجتماعية والعلوم السياسية…
التدمير الليلي المنظم والمتكرر للأبنية السكانية أمام عدسات الكاميرا في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب والبقاع، وما يرافق ذلك من كتل نارية هائلة وشرارات مضيئة متطايرة، وسحب دخانية كثيفة وحرائق ناشطة وأصوات انفجارات مدوية لفترة زمنية طويلة كما يحصل الآن، هدفه في علم الدعاية خلق حالة نفسية انكسارية انهزامية متدرجة لدى جمهور المقاومة واللبنانيين. والتصوير النهاري لتلك الأبنية المستهدفة نفسها، وما لحق بها من دمار وخراب وتسوية بالارض وأضرار في الأحياء والشوارع والمؤسسات الصحية والتربوية والمحال التجارية… فإن ذلك يستكمل المشهد الميلودرامي الحزين والخطير ليصب في خانة كي الوعي التي من الممكن أن تؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية للجمهور، وتفقده القدرة النفسية على الثبات والتعامل الصلب مع الوضع العدائي الراهن في خضم الحرب الصهيونية على لبنان.
العدو يدرك أبعاد هذه الاعتداءات التدميرية، وأثرها النفسي في الجمهور، لذلك هو سعيد بما تقوم به معظم وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية في لبنان من نقل مباشر ومواكبة تفصيلية للعمليات العسكرية الجوية (رغم أن الكثير من هذه الوسائل يغطي الحدث لإظهار حجم الاعتداءات والجبروت الصهيوني بنية وطنية).
إذا أردنا أن نعكس الصورة ونرى كيفية تعامل العدو مع حالات مشابهة، وإن كانت تقع ضمن خانة اللاتناسب في الأثر التدميري، فإن الرقابة العسكرية الاسرائيلية تمنع، في معظم الاحيان، التصوير المباشر والتغطية الآنية للأماكن التي تستهدفها المقاومة، وتحظر النشر والبث التفصيلي لمشاهد الدمار والأضرار الكبيرة التي تُلحق بالمنشآت العسكرية والكثير من الأمكنة المدنية داخل المستوطنات والمدن في فلسطين المحتلة.
أدعو بمحبة الإعلام اللبناني والعربي أن يمارس رقابة ذاتية متشددة، بحيث لا يقع في فخ الدعاية الصهيونية.
نقلا عن حسابه في الفايسبوك