السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / “محمد فرحات”… صرخة الحق في مواجهة العدو من تحت الأنقاض”

“محمد فرحات”… صرخة الحق في مواجهة العدو من تحت الأنقاض”

بقلم الصحافي باسل عادل رحال 

“محمد فرحات… صرخة الحق في مواجهة العدو من تحت الأنقاض”

“أطلّ عليكم هذه المرة بهذا الشكل”،
بهذه العبارة افتتح المراسل محمد فرحات نقله المباشر مشيرا إلى حالته و هندامه بعد ما نجى من غارة اسرائيلية بعد منتصف الليل في فندق في حاصبيا.
انتشل ثيابه وسماعاته و هاتفه… زحف من تحت سقف الغرفة الذي وقع عليه و خرج ليقف أمام العالم أجمع…

دون خوذة أو درع… دون أن ينفض عنه حتى الغبار؛ لا وقت لذلك .. فنقل وحشية العدو أولى.
بعد ليلة طويلة وصعبة جدا للعدو.. وخسائر فادحة لم يصرّح عنها كعادته الا بعبارة “حدث صعب في جنوب لبنان”.
ارتكبت اسرائيل مجزرة بحق الصحفيين والمصورين والفنيين…بغارة استهدفت بشكل مباشر الفندق الذي يقيمون به في منطقة حاصبيا البعيدة نسبيا عن خطوط المواجهة، التي
أدت إلى استشهاد ثلاثة صحفيين وهم
المصور في قناة الميادين غسان نجار، ومهندس البث
محمد رضا
والمصور في قناة المنار وسام قاسم.

من بين الأنقاض خرج إلينا هذا المراسل البطل بكل ثبات و حرفية صمود… عازما بكل ما أوتي من قوة على نقل المشهد كما هو… مشهد همجية العدو الإسرائيلي و تعطشه للدماء… دماء الابرياء.
وفي خضم هذه المعركة… كان صوته هو الوضوح وسط الدمار والتدمير… كان صرخة في وجه العدوان… مجسدا روح المقاومة في كل كلمة حق يصدح بها… مواجها العدو بصدر عارٍ… وصوت عالٍ، يعلن للعالم: باقون.. مستمرون… منتصرون.
.. مؤكدا أن استهدافهم لزملائه
أثناء نومهم هو لإسكات كلمة الحق… وهو الآن فوق ركام الفندق يقول لنا هيهات…
هيهات أن تسكتوا كلمة الحق بوجود محمد فرحات وإخوته.
مشددا على أنه حاضر و سيبقى حاضرا في مواجهة بطشهم و نقل إجرامهم للعالم أجمع…
محمد فرحات نموذج للرجل المقاوم الشريف… خير نموذج للاعلامي المحترف.
الرحمة لشهداء الصحافة وكل الشهداء… الشفاء للجرحى… والفخر كل الفخر ببطلنا محمد فرحات… الذي بات قدوة يحتذى بها..