أنور الموسى لراديو طنجة المغربية: الذئب سيلتهمنا جميعا ونطالب المغرب بإغاثة النازحين ووقف التطبيع!
دعا أ.د. أنور الموسى في مقابلة مع راديو طنجة المغربي ضمن برنامج “للحديث بقية”، مع الإعلامي محمد علو، إلى وقف التطبيع المهين، وإلغاء كل المنظمات المنافقة، وتحيز المثقفين لضميرهم لا لحكامهم الذين نصبتهم الصهيونية وأميركا، مطالبا بدعم حقيقي للبنان وغزة، ولا سيما الدعم المالي واللوجستي وإغاثة النازحين، مؤكدا أهمية دور الأدباء والكتاب في نصرة المظلوم بعيدا من الجوائز التافهة والمهرجانات الخادعة…ومشددا على أن الفكر الصهيوني خطر على البشرية جمعاء، ولذا علينا أن نجتث تلك الجرثومة من جذورها حتى لا تنتشر في العالم أجمع… وقال: إن مقاومة الاحتلال في لبنان وفلسطين تعيد البوصلة إلى وجهتها الحقيقية.. وترجع قيم الحق والقيم الإنسانية إلى مكانها الصحيح…
وتلك مقتطفات من تلك المقابلة المطولة….
ـكيف تعيشون في لبنان هذا المخاض العسير؟
نحن في حرب إبادة حقيقية، ننتظر بين الفينة والأخرى سقوط صاروخ أو قذيفة… فمنذ أيام حصلت مجزرة مروعة قرب بيتي مباشرة، راح ضحيتها ما يربو على سبعين شهيدا عدا عشرات الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ العزل… مبنى شاهق قصف بأسلحة أميركية محرمة دوليا… وحتى الأمس بقيت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، متواكبة مع جنازير الجرافات… فضلا عن تدمير منزلي في إحدى القرى الجنوبية، بما فيه من كتبي القيمة…
–العالم يقف متفرجا خلا بعض الصيحات الشريفة والتضاهرات… لكن من بيدهم صنع القرار والتدخل العاجل يكتفون بالفرحة…ما هي نظرتك إلى تلك المنظمات الدولية والقوانين الدولية ولا سيما أن العالم احتفل مؤخرا باليوم العالمي للسلام؟
الواقع أن ذلك مخز للغاية… ومخجل أن يتفرج علينا الأخ قبل الغريب… فدماؤنا تسفك وكذلك أهلنا بغزة، فالدم واحد سواء أكان لبنانيا أو فلسطينيا أو مصريا أو مغربيا أو عراقيا… والمؤسف حقا أن نجد هذا الصوت الخافت…
ومن وجهة نظري، فلتلغ كل منظمات حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية… لا ضرورة لها… هل مهمتها فقط تغطية الهيمنة الأمريكية والصهيونية…؟ ما هذا؟ إنه إجحاف وظلم…
العرب في تاريخهم… مثلا في الجاهلية كانوا أهل نخوة وضيافة وشرف… حتى في الحروب.. نحن يسفك دمنا، الآن، انظر الى العقيدة التي يتبناها هؤلاء في حكومة نتنياهو، إنها عقيدة إجرام تلغي الآخر حتى لو كان مغربيا أو مصريا أو…نحن لا نتكلم فقط على لبنان أو فلسطين…
–المشروع الصهيوني الذي لوح به نتنياهو علنا بمجلس الأمم المتحدة في تلك البشاعة والصفاقة… وعرضه خريطة التمدد واكتساح معظم الأقطار العربية بشكل رهيب…هل ما يحدث هو فعلا بداية تنفيذ هذا المخطط؟
نعم، نعم…طبعا العقيدة الصهيونية لا تكتفي فقط ببلع فلسطين ولبنان والقدس والمقدسات…انظر إلى العلم الاسرائيلي، ومخططاتهم السرية التي تشي بإجرامهم وإبادتهم الشعوب الأخرى….
–في ظل هذه التطورات المرعبة… كيف يعيش المثقف والأديب اللبناني…؟
من وجهة نظري، هذه القضية لا تخص فقط اللبناني أو الفلسطيني… بل تخص كل مثقف عربي مغربي على الخصوص… وكل القطر العربي والإسلامي وحتى العالم… كون العدو واحدا يلتهمنا واحدا واحدا والدور سيشمل الجميع وهذا واقعي وحتمي..
لذا، على المثقف أن يرفع الصوت عاليا بعيدا من التطبيع والجوائز والمصالح… فشرفنا مدنس من خلال اغتصاب القدس والدين والعرض والأرض… فالمثقف مسؤوليته خطيرة، وعليه أن لا يتوارى خلف الغموض… فليكن واضحة لأن عدوه واضح واضح…والإجرام واضح… لذا أدعو إلى الأدب الملتزم، ذاك الادب الذي يرفع لواء القدس والحق والأخلاق والقيم… فصورة واضحة في صحيفة أو موقع أو تلفاز…كفيلة بكتابة كم هائل من النصوص والمقالات المواجهة للظلم وفصحه…
فلم يصمت المطبعون والمطبلون والمزمرون والمتواطئون…؟ هل مصلحتنا مع ضميرنا وأخلاقنا أم مع حكام نصبهم الصهاينة والأميركان؟ حكامنا الذين يزجوننا بالسجون… فليكن قلمنا نابعا من ضميرنا لا مصالحنا….
صمت المثقف هنا جريمة وخيانة وإن ادعى تضامنه فقط بالكلام الزائف…
فالجهاد لا يقول لك اصمت، بل اصرخ في وجه الظالم… اوجه كلامي هنا لمن يتبنى الفكر الإسلامي… وكل الناس…
– إلى أي حد استطاعت المقاومة إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة…؟
أضحت القضية الفلسطينية في المرتبة الأولى من حيث الاهتمام الأممي… تجلى ذلك في المضاهرات بأوربا حتى في أمريكا… هذا مهم لكن نحتاج إلى أجيال لتغيير الحكومات…
– إلى أي مدى جعلت المقاومة العدو يخضع…؟
مقاومة غزة ولبنان مشرفة… فالمقاوم جعل الصمود أسطوريا بلا منازع… فالأرض تدعو كل شريف إلى نصرتها… ونحن عندنا مفهوم الشهادة وهو أقوى من أفكارهم وأسلحتهم وايديولوجيتهم…. والشهادة تعني الحياة…
متى يتحقق السلام العالمي…؟
حتى يتحقق لا بد من اجتثاث هذه الجرثومة عاجلا.. فنحن أصحاب حق والقدس لنا ولكل حر… تصور… يريدون قطع الهواء والاستشفاء عنا في لبنان كما فعلوا في طريق المصنع.. ولغزة قصص فاضحة للقانون الدولي ودوس كرامة الإنسان…
كيف…؟
سيناريو غزة ينتقل إلى لبنان، عنصريتهم لا مثيل لها، يكذبون ويصدقون كذبهم…مثلا قصفوا طريق المصنع وأماكن النازحين بذرائع كاذبة اخترعوها تماما كما فعلوا بمستشفيات غزة…
كلمة أخيرة…
أدعو أهلنا بالمغرب إلى احتضاننا فالدم واحد… ونطالب بدعم مالي لايواء النازحين ودعم طبي…
ثقوا يا أهل المغرب… إن هزم لبنان وغزة… فستهزمون جميعا…!