السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / يَا قَاهِرَ الأَعْدَاءِ

يَا قَاهِرَ الأَعْدَاءِ

شعر د. أنور الموسى 

أحدِيقَهُ مِنْ تَحْتِ صُبْحِ المَاءِ

تَمْشِي بِأَبْهَجِ مَنْظَرٍ وَبَهَاءِ

أم هذِهِ إِرَمَ بَدَتْ وَعَمَادُهَا

مَجْبُوْلَةٌ مِنْ عَادَةٍ سَمَرَاءِ؟

أم ذاك مشروب المسرة دائما

نَجْمُ البَرِيَّةِ أَشْجَعُ السُّعَدَاءِ؟

أم أنه أسد عظيمٌ شَعْبُهُ

مُتَلَالِيُّ الأَمْوَاجِ وَالجَوْزَاءِ؟

فكأن هَذا الشَّهْمَ فِي تَحْرِيرِهِ

فَلَكَ بِهِ تَجْرِي نُجُومُ سَمَاءِ

وكأنه في القُدْسِ عِنْدَ مَسِيرِهِ

بَرْقٌ يُقَصِّرُ عَنْهُ سَمْعُ الرَّانِي

وَعَسَاكِرُ الأَجْوَاءِ يُرْسِلُها عَلى

سُفْنِ البِحَارِ مُذِلَّةِ الأَعْدَاءِ

فَيَظُلُّ يَصْدم بالجِبَالِ عُيُوسُهَا

حَتَّى تُرَى مَدْحُورَةٌ كَهَبَاءِ

فإِذَا مَشَى فَالشَّعْبُ حَوْلَ نِضَالِهِ

فِي مَوْكِبٍ يَسْمُو عَلَى الحَسْنَاءِ

وإذا سَرَى لَثَمَتْ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ

شَوْقًا ثُغُوْرُ مَدَائِنٍ وَصَفَاءِ

يا أَيُّهَا الأَسدُ المُؤَيْدُ هَذِهِ

قُدْسِي لَكَ ابْتَهَلَتْ بِكُلِّ دُعَاءِ

وبعدلك انتَعَشَتْ وَنَالَ جُنُودُهَا

مَا لَمْ يُنَلْ فِي دَوْلَةِ الحُلَفَاءِ

يَا قَاهِرَ الأَعْدَاءِ فِي يَوْمِ الوَغَى

يَا طِيبَ أَجْدَادٍ… هدى آبَاء

بُشْرَاكَ أَفْئِدَةُ الأَنَامِ خَزَائِنُ

مُلِئَتْ بِحُبِّكَ يَا أَبَا العَلْيَاءِ