السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / فأي تطبيع تحاربون؟

فأي تطبيع تحاربون؟

بقلم الأستاذة حنان ضاهر 

عندما قال البغل “الحصان خالي”
رد النغل “الحمار خالي” ٠
..وعلى سيرة الهجينِ من الحيوانات ، أصبحت حياتنا اليوميّة معتادة على أشباه البشرِ وهجينِهم ، حتّى العلاقات العامّة بينَ النّاس أنفسهم ، أصبحت كدهاليز مغارة علي بابا ، و المواقف الإنسانيّة التي كانت مضماراً لفوزِ الجيادِ الأصيلة، غدا روّادها من البغالِ والخيل الهجينة .
تدورُ الأفكارُ بين الوقفات التّضامنيّة والقصائد المنظومة بحقّ فلسطين، وبينَ اعتمار الكوفيّة كبريستيجيا ثقافيّة ، فتضحكُ أفكارنا علينا من هزليّةِ مواقفنا المُشرّفة، وتقول : ” إنّ هذهِ الوقفات ودقيقة الصّمت لأجلِ القضيّة ، لن توقف نزيفَ شعبٍ شقيقٍ، إنّ الذي تفعلونه مجرد تلميعٍ للتطبيع، فيوسف الغزيّ بريء من استنكاركم، والأطفال الخُدّج في مشفى الشّفاء يسخرون من عروبتكم التي أشبه ما أشبهها بوجهِ عاهرةٍ مُلطّخٍ بالمساحيق ، فشَعرُ العروبة مُستعار، وأهدابها مستعارة ، ومتى وضعت رأسها أسفل صنبورِ الماء ظهر وجهها الحقيقي “.
فأيُّ تطبيع تحاربون ؟ وأيُّ تلميعٍ لصورتكم باستنكاركم الغبي تمارسون؟ . فغزّة آخر قطعة من فلسطين تسقط في بلعومِ العدوّ .. وأنتم تصرخون : “يا قدس قادمون ” !
اشتعلت الحماسة في قلوبِ شبابنا منذ السابع من تشرين الأوّل ، وبات صوت جوليا بطرس ملعلعاً في كلّ مكان .. حتى أصبحت الأم تغنّي لأطفالها وهي تحمّيهم ” عاااب مجدك بالمذلّة والهزائم .. حينما هبّ الجنوب لكي يقاوم ..” حتى جاء تاريخ اليوم 10 تشرين الأوّل ، لتقول صديقة لي ، أن يا ليتنا نأخذ عطلة على شرف فلسطين يوم غد .. لأجلِ تعزيلة الشّتاء . هنا استوقفني الأمرُ قليلاً و رحت أسألُ نفسي : ” هل أصبح قتل الفلسطينيين اليومي عملاً روتينيًّا لم يعد يحرّك حتّى الضّمائر العربيّة التي تعودت على الذّبح، والبكاء، والصّمت؟.
يا لقذارة الموقف ، ويا لشذوذ الشعوب الهجينة المتبغّلة بصريح العبارة والتي لا زالت تتغنّى بأمجادِ أصلابها وأخوالها !.
حنان ضاهر