السبت , فبراير 22 2025

طريق الفجر

شعر الأستاذ طه العبد

طريق الفجر

دسْ هامةَ العدوانِ بالأقدامِ
وابدأْ طريقَ الفجرِ بالإقدامِ

واكتُبْ بنورِ الشَّمسِ فجرَ قضيّةٍ
عنْوانُها الإبحارُ في الألغامِ

طوفانُك الأقصـى على موجَاتِه
هدَّمْتَ جُدرانًا من الأوهامِ

فالجيشُ يُقهرُ والقَضيَّةُ لمْ تَزَلْ
عُنوانَ أحرارِ الشُّعوبِ السَّامِي

هي قِبلَةُ الأحرارِ نَحوَ وُجودِهم
هيَ مَهبِطُ الأشعارِ والإلهامِ

هي نَغمةُ الأطيارِ في عَليائِها
هي ضِحكةُ الأطفالِ في الأقلامِ

هي ضَربَةُ الإزميلِ تنْحتُ مَجْدَها
هي وُجهَةُ الرَّسامِ للرَّسَامِ

هي رَنَّةُ الأوتارِ تعزفُ لحنَها
هي شَوكَةُ الصَّبارِ في الأنغَامِ

هذِي فِلسطينُ التي نَنمو بِها
شَمَخَت على أيدِي الشَّبابِ النّامِي

يا أيُّها الوَطنُ الّذي يَسمُو بنا
فِيهِ الجُذورُ تُمدُّ في الأنسامِ

اجعَلْ يقينَك ثورةً وقيامةً
سَيَزولُ وهمُ الاحتلالِ الدّامي

وابعَثْ إلى الشّهداءِ حُلمًا نَاضِرًا
ولتحسِبِ التَّاريخَ بالأيامِ

(معلش) وَصارَت للفِدا أيْقونَةً
سيَخُطُّها الثُّوَّارُ فوقَ الهامِ

في كُلِّ يَومٍ للصُّمودِ مُرتِّلاً
وَحيُ السَّمَاءِ يَطوفُ بالأعلامِ

فالأرضُ مُلكي مَالكي ومَليكَتِي
بَل قِبلَتِي وقِيادَتِي. وإمامِي

أمّا الَّذين تَخاذلُوا عن نَصـرِها
فَمُؤَمَّرٌ مُتَآمِرُ وحَرَامِي

مَا هَمَّ حُراسَ القَضيَّةِ خَائِنٌ
متَخَاذِلٌ. متباطِحٌ متَعامِي

تلكَ الشُّعوبُ اليومَ قالت قَولَها
فالقَولُ قَولُ الشّعبِ لا الحُكَّام

سبعونَ عامًا يَا أُخَيَّ قضيَّتِي
جُرحٌ. ينِزُّ العَامَ تلوَ العَامِ

والحاكمُونَ منَ العروبَةِ خنجرٌ
في الظَّهرِ منصوبُونَ كالأصنَامِ

صمُّ وبُكْمٌ لا يَرونَ جَريمَةً
ومطأطِئونَ الرأسَ كالأنعامِ

لا . لا تَقُل عنْهم وُلاةُ أمورِنا
فَهمُو ثِيابٌ رَّثَّةٌ وصَرَامِي

انظُرْ تَرى الأقصـى يَهُبُّ قيامةً
وكرَامَةً وتفاخُرًا وتَسامِي

وكتائِبُ الأمجادِ هَزَّتْ رُمحَها
فتَساقَطَ الخُذلانُ بالأكوامِ

وتَوحَّدَتْ قُطُبُ النّضال جميعُها
ضربًا برُمحٍ واحدٍ وحسامِ

ستَعودُ أرضُ القدسِ مهدُ مسيحِنا
عربيَّةً كالطودِ والأهرَامِ

ستَعودُ ارضُ القدسِ مسرَى أحمدٍ
عربيَّة في الحِلِّ. والإحرامِ

طه العبد