السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / شهداء في سبيل غزّة

شهداء في سبيل غزّة

شهداء في سبيل غزّة
زهراء حسن خليفة(طالبة في الصّفّ العاشر)
جنوب لبنان، أيّار2024
أبناء أمّتي، أبناء الإسلام،
أمّا بعد،
​ أيّها المسلمون المؤمنون بكتاب الله وسنّة نبيّه، المقبلون علي قبلة الإسلام، الكعبة الشّريفة، مصلّين قانتين، مسبّحين حامدين، راكعين ساجدين، ألا فانظروا حال القبلة الأولى، في الأرض المقدسة، إلى حيث أسرى الله بنبيّه خاتم النبيّين ليلًا، انظروا إلى حال الأقصى يستنجد عروبتكم، ويمسك بيديه المحروقتين أطراف عباءتكم، أيّها المتقاعسون عن نصرته منذ أكثر من سبعين عاماً، وكلّ عام شاهد على خذلانكم، وشهيد على خيانتكم، فهبّوا إلى الجهاد، والنّصر قادم إن شاء الله.
إنّ الدّين الّذي تؤمنون به جعل لكم فروضًا واجبةً في ظاهرها، وباطنها، وإنّ الجهاد لواحد منها، وإن كان في ظاهره واجبًا وفرضًا من فروض الله ودينه القويم، إلّا أنّه في باطنه باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصّة أوليائه، وأنتم تقاعستم عن تأدية هذه الفريضة، وولّيتم لها أدباركم، فظننتم أنّ في ذلك نجاتكم من الموت، ولكنّ الموت أقرب إليكم من حبل الوريد، سترونه في صرخة كلّ طفل شهيد، وفي عويل الثّكالى، وفي نحيب الأرامل، سترونه حتمًا في تكبيرة كلّ مجاهد يسعى لاستعادة الأرض، وحفظ العرض، وصون الكرامة، وبذل الدماء عزًّا ونصرًا وإباءً.
إنّكم وإن تغافلتم عمّا يصيب الأمّة من جور آثم، وإن تغاضى بصركم عمّا يلحق بأولئك الأطفال من إجحاف دائم، وإن تغاضى بصركم عمّا يحلّ بأقدس أرض الله من دمار شامل، إلّا أنّ أرواحهم ستظلّ تلاحق ضمائركم الغافلة عن صون الحقّ وتحقيقه، فليس امرؤ وإن عاث في الأرض فسادًا يفوق أن يمكره الله، ﴿إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ ،وإنّ تأخّركم عن نصرة أبناء الأمّة الإسلاميّة في كلّ بقاع فلسطين، من غزّة إلى القدس ومن القدس إلى جنين، لا يحقّق لكم عزًّا، ولا يقيم لكم أمرًا، ولا يعدل لكم دينًا، ولا يصيب لكم بقاءً.
ألا فهبّوا إلى الجهاد، وانفضوا عنكم أكوام الرّماد، واحملوا السّيوف لنصرة العباد، فالجهاد لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنّته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذّلّ وشمله البلاء، ألا فإنّنا ندعوكم إلى قتال أولئك القوم، ورفض السّلام والاستسلام، والسّعي الى استعادة كرامة الدّين عبر استعادة كرامة الأمّة، فهما متكافئان في وجهيهما وموجبان لبعضهما، فإذا ترك الجهاد، كثر ذلّ العباد، واستبيحت البلاد، وليس للذلّ آنذاك من نفاد.
إنّ الأوطان لا تصان إلّا بالدّماء، والمقدّسات لا تحفظ إلّا بالفداء، فيا عجبًا من قوم اجتمعوا عليكم ففرّقوكم باطلًا، فلم تلبّوا النداء، وقبحًا لكم حين صرتم غرضًا يُرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَوْن ولا تَغزون، ويُعصى الله فترضون، يا أشباه الرّجال، ألا فانظروا إلى رجال الرّجال، في اليمن إذ يُردُّ الضّلال، وفي لبنان إذ تدكّ الجبال، وفي العراق إذ يحتدم القتال، فبذلك تصان الغلال، وليس في جهادهم إلّا سبيل للعيش الكريم وحفظ لثروات الوطن الكريم، أمّا أنتم، فقد ملأتم قلوب الشّرفاء قيحًا، وشحنتم صدورهم غيظًا، وقد بيّنّا لكم بالحجّة والبرهان، وأكّدنا حقّ الجهاد بالنّصح والتّبيان، ولم يبق إلّا أن تتحرّروا من خيانتكم، وتعودوا إلى رشدكم، وتتراجعوا عن غيَّكم، فإن لم تفعلوا، فالله فاعل بكم ما أنتم أهله، وسنقاتل حتى يعذّبكم الله بأيدينا، فلسنا نخاف الموت، بل إنّ في موتنا حياة لأمتنا، وكرامة لشعبنا، وإنّ الشهادة لكلمة الله العليا، وإنّ ما تقربونه ليس بشيّا.
وبيننا وبينكم الميدان والأيّام واللّيالي… والسّلام.
أبناء عماد مغنيّة