هُــــم أهلُها
عبداللّه عبَّاس خضيِّر
••••••••••••••••••••
قــــامتْ على رِجلِها الدُّنيـــــــا لنا تَقِفُ
أسطــــورةٌ قد تهــاوَتْ وانتهى الصَّلَفُ
العابــــرونَ أذلُّــــوا أنـــــــــفَ غاصبِهمْ
ومرّغُــــوهُ ، فجيــــشُ المُعـــتدي نُتَفُ
من أيــــنَ قد عَبــــــروا؟ سِـرٌّ ستعرِفُهُ
فســــوف تُفــــــضي بهِ أرضٌ وتعترِفُ
سارُوا معاً ، شجرُ الزّيتـــــونِ يحرِسُهمْ
فقــــد سقــــاهُ الدّمُ الزّاكي الذي نَزَفوا
تواطــــأتْ معـــــــهمْ سَــــهلٌ ورابيــــةٌ
تمشي ويأخــــذُها التَّهيـــــــامُ والشَّغَفُ
همْ أهلُـــها ، طينُــــها الحِـــــرِّيُّ طينُهمُ
مُذْ صُوِّروا واستوتْ في ظَهرِها النُّطَفُ
قد حاقَ بالبَــــغيِ من سبعيــــنَ بغيُهمُ
كلٌّ يُجــــازَى بمــــــا يَبـــــغي ويَقترِفُ
صارُوا حَمامــــــــاتِ سَلْمٍ بعد خيبتِهمْ
تنـــــعى وتبـكي على موتاهُمُ الصُّحُفُ
في مجلسِ الأمنِ يَحكي عن نزاهتِهمْ
كأنّ إرهـــابَـــهمْ فيــــنا هو الشَّـــــرَفُ
كم أجرموا واستبــــاحوا من محارمِنا
كم صادروا من أراضيـــنا وكم جَرفوا
يَستنكرُ العُـــــنفَ مَن بالعُـــنفِ شَرَّدَنا
لو نالَ قَوميَ حَـــــقَّ العيشِ ما عَنُفُوا
إن واصلتْ فاهتبلْها ، ســـاعةٌ سنَحتْ
فإن تَفُتْ ، بعـــــدَها لاينفـــــعِ الأسَفُ
حُكّامُـــــنا بيـــــنَ لاهٍ في مبـــــاهجِهِ
حـــــافي الضّميرِ فأعمى عينَهُ التَّرَفُ
وبين مَن حبلُــــهُ في كــــفِّ سيِّـــدِهِ
لو قــــال سيِّدُهُ ياويــــحَ…يَرتجِــــفُ
سبعيـــن عــــاماً بها شاخت معازفهم
هل حَرَّرَ الأرضَ مَا غَنَّــوْا ومَا عَزَفُـوا
سبعيـــــنَ عــــاماً تَلـــــوكُ الذُّلَّ أمتُنا
لو مَرَّ عـــابرُ طيفِ القــــدسِ تَنكسِفُ
واليــــومَ نمشــي كأنّ اليـــومَ مولدُنا
قد بات مُنصــــرِفاً مَن ليـس يَنصرِفُ
